تونس-الصباح:انطلقت يوم امس تحت سامي اشراف الرئيس زين العابدين بن علي اعمال ملتقى تونس الاقتصادي التي تدوم يومين في تونس وقد تولى تنظيم الملتقى مجموعة الاقتصاد والأعمال بالتعاون مع الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وهيئة السوق المالية ووكالة النهوض بالاستثمار الخارجي في تونس. وشهد هذا الملتقى حضور عدد من اعضاء الحكومة ومشاركة نحو 500 من الخبراء والمستثمرين واصحاب المؤسسات الناشطة في قطاعات المصارف والاستثمار والتطوير العقاري والسياحة والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من 21 بلدا عربيا واجنبيا. ويناقش الملتقى مناخ وفرص الاستثمار والأعمال في تونس ومتابعة برنامج الخوصصة، الأمر الذي خلق فرصاً متعددة للاستثمار، وأدى إلى توجه كثيف للمستثمرين نحو تونس في الآونة الأخيرة أبرزهم مجموعة دبي القابضة التي استثمرت في قطاع الاتصالات التونسي، وباشرت تنفيذ مشروع عقاري ضخم تقدر تكلفته الجملية بنحو 14 مليار دولار أي ما يعادل 18 مليار دينار. وتم الإعلان عن مشاريع عدة لمجموعات استثمارية من الإمارات والكويت والسعودية وقطر. وتولى محمد الغنوشي الوزير الاول افتتاح الاشغال حيث استعرض في مداخلته جملة من المؤشرات الاقتصادية لتونس على غرار استقرار معدل النمو في حدود 5% سنويا خلال العقدين الماضيين والتحكم في التوازنات المالية وحصر المديونية الخارجية في حدود 45 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي وخدمة الدين في حدود 12 بالمائة من المقابيض الخارجية الجارية علما وان تونس لم تلجا ولو مرة واحدة الى اعادة جدولة ديونها وحرصت دوما على الايفاء بتعهداتها. وابرز محمد الغنوشي ان تدفق الاستثمار الخارجي المباشر في تونس قد شهد منحى تصاعديا ملاحظا بروز منذ السنة الماضية اهتمام عديد المستثمرين خاصة من البلدان العربية حيث تم التعهد بانجاز مشاريع استثمارية كبرى في تونس انطلقت منها ثلاث مشاريع تبلغ كلفتها الجملية 20 مليار دولار في مجالات عقارية وسياحية وخدماتية. واضاف محمد الغنوشي قائلا "ان حرصنا على استقطاب الاستثمارات الخارجية يؤكده وجود فرص متعددة للاستثمار المجدي الذي يضمن لاصحابه في صورة توفر ارادة رشيدة المردود المطلوب. وهو حافز مكن الاف المؤسسات من الانتصاب في تونس" من جهته استعرض محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي في مداخلته حول تطوّر وآفاق الاقتصاد التونسي مختلف المؤشرات الاجتماعية للبلاد من بينها نموّ سوق الشغل ب 2.5% سنويا مقابل نموّ ديمغرافي في حدود 1% ويمثل التونسيون الشبان 50% من العدد الجملي للسكان بينما يتجاوز اعمار 10% من السكان 60 عاما. كما افاد محمد النوري الجويني قائلا "تسعى تونس الى مزيد دعم ثقة المستثمر بالبلاد بتطوير مناخ الاعمال ومحددات القدرة التنافسية على غرار الكفاءات البشرية والشفافية في المعاملات". وتعرض وزير التنمية والتعاون الدولي الى مختلف التحديات التي تواجهها البلاد على غرار اشتداد المنافسة في السوق التقليدية لتونس وهي الاتحاد الاوروبي من قبل المؤسسات الآسيوية وقد تمكنت تونس من الاستفادة من هذه المنافسة حسب محمد النوري الجويني لانها دفعت المؤسسات التونسية الى العمل على تطوير تنافسيتها. وقد تم خلال افتتاح الملتقى تكريم عدد من المؤسسات والشخصيات من تونس ومن البلدان العربية التي كانت لها انجازات استثمارية في تونس في السنوات السابقة.