معرض لكافة أنواع الصناعات الموجهة لحماية البيئة والمحيط من تونس وأوروبا تونس الصباح:انطلقت أمس بقصر المعارض بالكرم فعاليات الندوة البيئية حول الاستثمار في المجال البيئي بالقارة الافريقية، والتي تمتد ايام 9 و10 و11 نوفمبر الجاري وكذلك المعرض الدولي الخاص بهذا المجال والذي غطى كامل مساحة المعرض. وقد اشرف على هذه الندوة السيد نذير حمادة وزير البيئة وافتتح المعرض السيد محمد الغنوشي الوزير الاول. وقد حضر الندوة عدد هام من سفراء البلدان الشقيقة والصديقة من افريقيا واوروبا وممثلي عدد هام من المنظمات التونسية والاوروبية والافريقية والعالمية، علاوة على عدد هام من المستثمرين ورجال الاعمال وممثلي البنوك وأصحاب المشاريع في المجال البيئي. فماذا عن نشاط اليوم الاول لهذه الندوة؟ وعن العروض المقامة داخل المعرض؟ في افتتاح الندوة انطلقت الندوة بكلمة السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة التي رحب فيها في البداية بالضيوف الممثلين للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، والبعثة الاقتصادية الفرنسية بتونس، والوكالة الفرنسية للتنمية بتونس، والبنك الاوروبي للاستثمار ووكالة التعاون الفني الالماني . وبين أن الندوة تلتئم في اطار ابراز ما يمكن لمجال حماية المحيط والتنمية المستديمة أن تساهم به لمؤازرة العمل الإنمائي في البلدان الافريقية، خصوصا لدفع الاستثمار واستحثاث نسق التشغيل. وأكد الوزير أن هذه الندوة تأتي في اطار المنتدى الاول للاستثمار والتشغيل البيئي وذلك تجسيما للتوجه الرئاسي بأن تكون تونس دوما أرضا للقاء الاشقاء والاصدقاء، ومهدا لبروز الافكار التي تساهم في تطوير سياسات بلداننا الافريقية في شتى المجالات . وأبرز الوزير جملة النتائج الحاصلة بتونس في المجال البيئي مثل بلوغ نسبة ربط بشبكات التطهير كافة المدن بلغت 87 فاصل 6 بالمائة وتحقيق ضمان أكثر من 14 مترا من المساحات الخضراء لكل مواطن حضري، والشروع في تعصير نظم التصرف في النفايات الصلبة بالاقطاب العمرانية الكبرى. كما أفاد ايضا أنه من المؤشرات الكبرى على هذه النقلة النوعية التي سجلها العمل البيئي في تونس أنها تخصص ما يناهز 1 فاصل 2 بالمائة من ناتجها الداخلي الخام لحماية البيئة، في حين لا تتجاوز كلفة تدهور البيئة 2 فاصل 1 بالمائة من ناتجها الداخلي الخام. وتحدث الوزير عن الندوة الدولية حول التضامن الدولي من اجل حماية افريقيا ومنطقة المتوسط من تأثيرات التغيرات المناخية التي تلتئم تحت اشراف رئيس الجمهورية من 18 الى 20 نوفمبر الجاري بتونس وبمشاركة عدد من وزراء البيئة من بلدان شقيقة وصديقة من افريقيا واوروبا، وكبار مسؤولي المنظمات الدولية المختصة، العديد من الباحثين والاخصائيين في مقدمتهم الدكتور راجندرا باشوري رئيس المجمع الدولي لخبراء المناخ الحاصل على جائزة نوبل للسلام لسنة 2007. وأفاد ان الندوة ستمكن من اعداد خطة عمل افريقيا والمتوسط من انعكاسات التغيرات المناخية وسيتم عرض هذه الخطة على القمة العالمية التي ستحتضنها مدينة بالي بأندونيسيا في مطلع ديسمبر القادم. حول الاستثمارات المرصودة لحماية البيئة وبين الوزير أن الاستثمارات المرصودة لحماية البيئة خلال المخططات الانمائية الثلاثة الاخيرة قد بلغت ما لا يقل عن 10 آلاف مليون دينار، كما استأثر قطاع التطهير لوحده ب 1500 مليون دينار خلال العشرين سنة الماضية، وتم تخصيص 1700 مليون دينار للمجال البيئي في المخطط الجديد. كما تركزت الجهود على مسألة التأهيل البيئي للنسيج الصناعي قصد دعم قدرات المؤسسات الصناعية واعدادها لمجابهة المنافسة العالمية، وذلك من خلال تركيز العديد من المشاريع الرامية الى ادماج التصرف السليم في المؤسسات وفقا لمواصفات ايزو 14000، أو ما يماثلها وذلك بالنسبة لصناعات النسيج والجلد والصناعات الغذائية والكيميائية. القطاع الخاص والاستثمار في المجال البيئي وابرز السيد نذير حمادة أهمية تشريك القطاع الخاص في المجهود الوطني لحماية البيئة ونقل التكنولوجيات النظيفة والاقتصاد في الطاقة والنهوض بالطاقات المتجددة، وبين أنه تم ارساء شراكة فعالة بين الدولاة والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة ومختلف الهياكل المعنية، وذلك لبعث مشاريع مشتركة لتقوية قدرات المؤسسات الخاصة بهدف ادراجها ضمن منظومة الجودة وتعزيز تمركزها في الاسواق الخارجية . واختتم وزير البيئة كلمته بتعليق آمال كبيرة على هذا المنتدى ليمثل همزة وصل اضافية للتباحث وعرض التجارب والتكنولوجيات المتاحة في مجالات حماية البيئة , وابرز انه بالاضافة الى المعرض الذي تولى تدشينه السيد الوزير الاول، يتضمن المنتدى العديد من الورشات حول مواضيع ذات أهمية وهي تتعلق بالماء الصالح للشراب والتطهير وكذلك بالتصرف في النفايات الصلبة وحماية الشريط الساحلي والمناطق الهشة وبكيفية تطوير القدرات في المجال البيئي ومساندة المؤسسات وغيرها من المسائل التي من شأنها تدارسها وتبادل الرأي والتجارب بخصوصها، ان تتدعم الخيارات في مجال ركائز التنمية المستديمة وحماية البيئة. وأفاد ايضا أنه تم توفير فضاءات لربط الصلة بين أصحاب المؤسسات في البلدان الافريقية والمؤسسات الاوروبية لدعم التعاون في جملة المجالات المشار اليها. معرض للصناعات في المجال البيئي وعلى هامش المنتدى التأم بقصر المعارض بالكرم معرض ضخم لكل انواع الانجازات الموجهة للبيئة وحماية المحيط، وقد تولى الوزير الأول السيد محمد الغنوشي تدشينه وذلك بالطواف بكافة أجنحته والتوقف والحديث مع كل العارضين داخله سواء من تونس او من البلدان الاوروبية. وقد تميز هذا المعرض بتنوع المعروضات الخاصة بحماية المحيط البري والبحري وتنقية ماء الشراب، وكذلك المجالات المتصلة بالثروة الحيوانية البحرية. كما اتصل ايضا بعروض خاصة بمجالات رسكلة وتحويل المواد الصلبة والعضوية والمرجين، الى جانب جملة من التجارب المتصلة بمجالات اخرى بيئية, ويشارك في هذا المعرض اكثر من 70عارضا من فرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان الاوروبية علاوة على مشاركة العارضين الكثيرين من تونس. وقد ابرز هذا المعرض تطور التقنيات الخاصة بالمجال البيئي وحمايته والاساليب المتطورة الحاصلة في هذه المجالات.