ليليا التميميفي التصريح الذي أدلى به الهادي ولد باب الله قبل أيام ل«الصباح» تحدث عن العمل المسرحي الذي قرّر تقديمه تحت عنوان «السجين 3300» وهو الرقم ذاته الذي حمله طوال إقامته في السجن بسبب تهمة مضحكة نسبت إليه قبل ما يربو عن السنتين... لم يكن «خونا الهادي» سارقا.. أو تاجر مخدّرات.. أو تاجر سلاح... بل كان تاجر نكتة... عرض بضاعته في «قعدة» كان يظنها خاصة وتبيّن أنها لم تكن كذلك لأن بعض جلاسه لم يكونوا مولعين بالكوميديا بقدر ما كانوا من عشاق فن «الصبّة»... وهو فن وأد عديد المشاريع في المهد وغيّب عديد المثقفين وقضى على أحلام عديد المبدعين وحكم على عديد الفنانين بممارسة فن «التطبيل» الذي عاد عليهم بالكثير من الامتيازات .. وفي الواقع لم يكن الذنب ذنب «الصبابة» بل جرم «خونا الهادي» الذي صدّق «خرافة « حرية التعبير والمسار الديمقراطي التي كان الرئيس المخلوع يشنّف بها آذاننا في كل خطاب يلقيه ... «ولد باب الله» كان مذنبا حقا عندما نسي أن للجدران آذان وأن السلطة البوليسية كانت تفرض رقابة لا على الأعمال الفنية فقط بل على حركة المبدعين والفنانين في الفضاءات العامة كما الخاصة .. لكن ذنب «خونا الهادي» مغفور كونه أضحكنا - ولو سرا- ( لأننا كنا نحرص على أن لا يخرج ذلك التسجيل الهاتفي من دائرة معارفنا الضيقة).. ضحكنا ملء شدقينا عن «زرزونة المناضلة» و"كيسان الطرابلسي" و"كت كت كت ما بنّها" و"فهمنا ... إي نعم فهمنا" لماذا زجّ ب"خونا الهادي" في السجن . ليليا التميمي