عودة التونسيين متواصلة... وتعاطف مع الشعب الشقيق خيمات صحية لاستقبال الجرحى القادمين من ليبيا تميز الوضع على الحدود التونسية الليبية خلال الأيام الأخيرة وعلى وجه الخصوص بداية من نهار أمس بحراك هام جمع بين مسيرات تضامن مع الشعب الليبي الشقيق، واستقبال لوفود التونسيين والليبيين الوافدين على تونس وتسهيل مهامهم في التنقل والإقامة والغذاء، وغيرها من الاحتياجات التي تطلبتها أوضاعهم التي كانت غير عادية في مغادرتهم للتراب الليبي. وضمن هذا الحراك الذي تشهده مدينتي مدنين وبن قردان، وخاصة المنطقة الحدودية رأس جدير أفاد والي مدنين نبيل الفرجاني أن التأهب لاستقبال التونسيين والأشقاء الليبيين الفارين من أتون التقتيل الحاصل في ليبيا قد تمثل في حضور الجيش التونسي والحماية المدنية من ناحية. كما تميز الوضع على وجه الخصوص في حركية صحية واسعة تمثلت في تركيز مستشفيات وخيام لاستقبال الجرحى، مع توافد لسيارات الإسعاف والإطار الطبي وشبه الطبي الذين هبوا من عدة ولايات مثل قابس وصفاقس وقفصة وغيرها من الجهات لمعالجة بعض الجرجى من الأشقاء الليبيين الذين وصلوا إلى الحدود التونسية. كما أكد والي مدنين على أن الوضع يبقى حرجا ودعا إلى ضرورة دعم الجهود في كل من مدنين وبنقردان تحسبا لكل الطوارىء والتطورات التي يمكنها أن تحصل في قادم الساعات والأيام القريبة، خاصة أنه ينتظر مزيد تدفق القادمين من الجماهيرية سواء من التونسيين أو الأشقاء الليبيين. تركيز خيام صحية برأس جدير وأفد مراسلنا عوني العجيل من بن قردان أن تدفق التونسيين العائدين من ليبيا قد بلغ أمس مستوى كبيرا حيث سجل عودة أكثر من 3 آلاف مواطن، وذلك بمعدل 300 مواطن في الساعة. وبين أن الحدود كانت مفتوحة لكل الوافدين مع تسهيلات في استقبالهم. وبين أن ضمن القادمين إلى تونس توجد أعداد هامة من الأشقاء الليبيين سواء منهم الذين لهم علاقة تصاهر مع عائلات تونسية أو الذين فرض عليهم الوضع في ليبيا التوجه إلى تونس. وقدر أعداد الأشقاء الليبيين الذين دخلوا إلى تونس ببعض المئات. كما أفاد مراسلنا من ناحية أخرى أنه تم وصول بعض الجرحى والمصابين من الأشقاء الليبيين، وقد تم أستقبالهم على الفور بالخيام والمستشفيات التي تم نصبها برأس جدير وذلك لتلقى العلاج الأولي، ثم نقلهم عبر سيارات الإسعاف إلى مستشفيات مدنينوقابس وقفصة وصفاقس وغيرها من الولايات القريبة، وبين أن أعداد الجرحى ليس كبيرا لحد الساعات الأولى من يوم أمس، لكنه قابل للارتفاع على ضوء ما أفاد به بعض القادمين من الجماهيرية. روح تضامنية واسعة وتفاعلا مع القادمين من ليبيا سواء من التونسيين أو الأشقاء الليبيين بين مراسلنا من مدنين ميمون التونسي أنه قد تم تسخير أكثر من 30 حافلة لنقلهم في أسرع الأوقات إلى وجهاتهم داخل تونس. كما أكد أن مئات العائلات من سكان مدنين وبن قردان وجرجيس وغيرها من القرى والمدن الصغيرة القريببة من الحدود قد هبت على مدار ساعات الليل والنهار سواء بفتح أبواب منازلهم خاصة لاستقبال الوافدين الليبيين على تونس أو لتوفير حاجياتهم من المأكل والشرب، إلى جانب تسهيل مهام راحتهم، وبين أن هذا التضامن كان تلقائيا وعاليا وهو يعكس الصلة الوثيقة والتاريخية العريقة بين أبناء الشعبين. وبين مراسلنا من جهة أخرى أن تنسيقا واسعا يجري على مستوى ولايات الجنوب، وخاصة على مستوى الإدارات الجهوية للصحة والهلال الأحمر التونسي ومكونات المجتمع المدني فيها لمزيد تعزيز البعد الصحي وذلك تحسبا لما قد يحصل من تطورات في هذا الجانب بوصول مزيد من الأشقاء الجرحى الليبيين. كما يتولى والي مدنين بالتعاون مع قيادة الجيش والحماية المدنية تسهيل مهام القادمين، وإجراء الإتصلات الفورية مع كافة الجهات في الداخل لتوفير وسائل النقل للقادمين من ليبيا وتوفير كافة الاحتياجات لهم. مسيرتا تضامن مع الشعب الليبي الشقيق وأفاد مراسلنا عوني العجيل أن مظاهرة حاشدة قد انطلقت أمس في بن قردان تضامنا مع الشعب الليبي، وقد شارك فيها المئات من المواطنين وأطرتها وشاركت فيها العديد من قوى المجتمع المدني، وقد نددت هذه المظاهرة بكافة أساليب العنف والتقتيل الذي يحصل ضد الشعب الليبي الأعزل، رافعة العديد من الشعارات التضامنية بين الشعبين. كما شهدت مدنين حسب ما أفادنا به حسن الوذرني منسق الرابطة الشعبية لحماية الثورة ودعمها بالولاية مسيرة شعبية حاشدة شارك فيها قرابة 30 ألف مواطن، كانت قد انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالولاية، وجابت كافة شوارع المدينة. وقد أفاد أن المسيرة قد دامت أكثر من ساعتين وشارك فيها بالخصوص التلاميذ والأساتذة والمعلمين الذين أوقفوا الدروس تضامنا مع الأشقاء في ليبيا، وكذلك المحامين والنقابيين بالجهة، وغيرهم من آلاف المواطنين من كافة الفئات . وقد رفعت المسيرة عديد الشعارات على غرار: " لا تجمع لا لجان الشعب العربي لا يهان.. " من مراكش لرأس جدير شعب واحد لا شعبين. وبين الوذرني أن منطقة الحدود على مستوى رأس جدير تشهد على مدار الساعة تدفقا متزايدا للقادمين من ليبيا، كما أن الاستعدادات الأمنية والشعبية والصحية لاستقبال القادمين تجري بنسق هام لتوفير كافة مستلزمات الوافدين، ودعا إلى ضرورة التنسيق مع كافة جهات البلاد، وخاصة على مستوى توفير وسائل النقل لتسهيل مهمة القادمين من ليبيا ، ونقلهم بسرعة الى الوجهات التي يقصدونها.