أردت بعث مشروع سياحي ب 350 مليارا.. ولكن بلحسن الطرابلسي أجهضه "تجرأت سنة 1974، فترشحت للانتخابات الرئاسية في عهد بورقيبة، فاستشاط غضبا وقرر قتلي أو نفيي، وقبل ذلك أطردني من عملي كرئيس مدير عام لمؤسسة وطنية... ثم تمت مضايقة زوجتي فرنسية الجنسية في عملها كأستاذة، إلى درجة مغادرتها التراب التونسي في اتجاه كندا، ثم هاجرت إلى فرنسا حيث مكثت 7 سنوات"... هذا ما أكده الشاذلي زويتن، في حديث ل»الصباح»، مضيفا: «أما نظام بن علي فهو نظام جائر ودكتاتوري، وهذا الرجل لم يكن رئيس دولة بل كان طاغية «شامل» ورئيس عصابة نهب وإجرام»... وما تم الكشف عنه مؤخرا من أموال ومجوهرات في قصره، دليل قاطع على أنه أكبر رئيس / لص في العالم. أجرى الحوار: عمار النميري ويواصل الشاذلي زويتن، حديثه ل"الصباح" حول ظروف ترشحه للانتخابات الرئاسية في عهد بورقيبة، قائلا: «بورقيبة وقع في خطإ جسيم حين أوعز لحزبه ترشيحه للرئاسة مدى الحياة في سبتمبر 1974، دون إدخال تنقيحات على الدستور، مما خلق فراغا دستوريا... حينذاك قررت دخول المعترك السياسي، بعد أن تناقشت في الأمر مع بعض المسؤولين السياسيين على غرار الحبيب بولعراس، والدالي الجازي، وحسيب بن عمار فشجعوني على منافسة بورقيبة، حول «الرئاسية»، ففعلت... * وأسأل الشاذلي زويتن.. ولكن كيف كان رد فعل «الزعيم الأوحد» و»المجاهد الأكبر»؟ - أغتاظ بورقيبة كثيرا، وعقد اجتماعا مضيّقا مع بعض وزرائه لمناقشة أمر ترشحي للانتخابات الرئاسية، وتجرّئي على منافسة «الزعيم الواحد الأحد»... فاقترح بعض الوزراء نفيي وتهجيري إلى الخارج، في حين اقترح آخرون قتلي والتخلص مني إلى الأبد... ومن ألطاف الله أن شملتني «شفاعة» الهادي نويرة، والحبيب بورقيبة الابن إذ عارضا هذين القرارين، فقبل بورقيبة «شفاعتهما»، واكتفى بطردي من عملي كرئيس مدير عام لمؤسسة "كوداك"... *وهل ترشحت في عهد بن علي إلى منصب سياسي؟.. وكيف تم التعامل معك؟.. ترشحت في التسعينات إلى مجلس النواب على رأس قائمة تونس العاصمة، في إطار حزب الوحدة الشعبية، ولكن عبد الله القلال وزير الداخلية آنذاك شطب إسمي من القائمة، واستدعى الأمين العام للحزب محمد بلحاج عمر، وخاطبه بلهجة حادة قائلا له: "إن أنت متمسّك بترشيح الشاذلي زويتن إلى مجلس النواب، فإني سأعمل على إلغاء كل قائماتك المترشحة في كامل الجمهورية".. ولم يجد محمد بلحاج عمر بدّا من الرضوخ للأمر المفروض، فوافق على شطب إسمي تحت التهديد... وترأست، في فرصة أخرى، قائمة تونس العاصمة ضمن حزب نجيب الشابي، ولكن عبد الله الكعبي والي تونس حينذاك، «طيّح» قائمتي، ولما سألته عن السبب، قال لي: «لا يمكن أن تعرف ذلك ولكن المهم، والأوامر عندي أنك لن تكون عضوا بمجلس النواب...» *ولكن، وأنت الذي قررت الدخول إلى معترك السياسة من الباب الكبير، سنة 1974، لماذا لم تؤسس حزبا سياسيا في عهد بن علي؟ فعلا، لقد قمت، في بداية سنة 1988 بتقديم طلب تأشيرة لحزب سياسي ليبرالي، بعد التشاور مع بعض الرموز السياسية، أطلقت عليه اسم «التجمع للمغرب العربي الكبير»، وقدمت للدوائر المسؤولة ملفا شاملا، يتضمن برنامج الحزب وكل تصوراته، ولكن بن علي أهدى حزبي بكل طروحاته وبرامجه إلى منير الباجي... وبعد عام نظم الباجي لقاء احتفاليا «بالهديّة» وقال لي آنذاك بالحرف الواحد: «سامحني يا سي شاذلي راهم هداولي حزبك، وأنا لا أرفض الهدية»، فقلت له:"مبروك عليك يا سي منير، ولكن استحفظ على الهدية، وما تكونش حزب موالي"... 40 "*مشروع حزب" في وزارة الداخلية اليوم ترغب في النشاط العلني والقانوني.. فما رأيك في هذا «الانفلات الحزبي»؟ وهل يخدم ذلك المشهد السياسي في تونس أم يعرقله؟ ما نراه ونلاحظه في الساحة السياسية ببلادنا، إثر ثورة 14 جانفي الماضي، شيء معقول، ومرده، قطعا، إلى الكبت والحرمان اللذين عانهما واكتوى بنارهما المناضلون والسياسيون في عهد الرئيس المخلوع.. لنترك المهتمين بالشأن السياسي يقبلون على تأسيس أحزاب سياسية، وبالتأكيد لن يبقى في المشهد إلا الحزب الذي يفرض نفسه، ويقنع الشعب بتصوراته وبرامجه الهادفة والشفافة.. وبالمناسبة ففي إسبانيا، وبعد حكم فرانكو تم تأسيس 500 حزب سياسي، ولكن لم يبق منها إلا القليل ولم تستمر إلا الأحزاب التي «غربلتها» الأيّام... *وما حكاية مشروعك السياحي الذي أردت بعثه ولكنه قُبِر؟ في سنة 2003 عزمت على بعث مشروع رياضي / سياحي، عالمي يختص في رياضة السيارات.. وبعد جولة عالمية في بعض البلدان الأوروبية والآسيوية، اتفقت مع رجل أعمال من آسيا لتمويل المشروع، وقد سلمني مبلغ 350 مليارا لإنجازه.. ولكن صهر الرئيس المخلوع، بلحسن الطرابلسي علم بالأمر، فدخل على الخط وفرض عليّ عمولة، في مرحلة أولى، ثم أراد الاستحواذ على مشروعي في مرحلة ثانية يدفعه الطمع والجشع... ولكني وقفت في وجهه، فعمد إلى إجهاض هذا المشروع بالتنسيق مع صهره المخلوع، فلم يتم إسنادي الرخصة لإنجاز مشروعي/الحلم... ولكن الثورة المجيدة بعثت فيّ الأمل من جديد لبعث هذا المشروع، وسأسعى جاهدا رغم تقدّمي في السن لإنجازه..