ما بالطبع لا يتغير.. هكذا هي وزارة الداخلية في بلدنا تمارس صلاحياتها وصلاحيات غيرها دون رادع، تحقق.. تحكم.. وتشرع القوانين إن لزم الأمر..وإن أثبتت الوقائع عكس ما تذهب إليه "دولة الداخلية" فلا شيء يستدعي الانحناء اعتذار.. قتل القس البولوني.. فمارست صلاحياتها "بكل حزم".. حققت في لحظات، اكتشفت المتطرفين القاتلين.. خرجت علينا وكالة الأنباء الرسمية بسرعتها المعهودة في نقل أخبار "الداخلية".. تخبرنا عن خوارق الوزارة وكيف "تضرب بقوة". كنا دائما في بلدنا نلقي باللوم على المتطرفين عندما نريد أن ننقلب على الحريات كما فعل بن علي في انقلاب نوفمبر 1987، حتى عندما ثار الشعب في المدن الداخلية مؤخرا قال بن علي أنهم متطرفون.. وبعد 14 جانفي واصل جنرالات الداخلية تعليق كل شيء على المتطرفين حتى أن مسيرة ضد الصهيونية التي كانت تنعم بنظام بن علي وصفت بمعاداة الأديان... خرج خبر القبض على المظنون فيه هذه المرة.. ليست التهمة هذه المرة من "أرشيف" الوزارة بل بالأدلة الملموسة، أين هم المتطرفون في الحكاية؟ قد نجد عذرا للوزارة عندما نذهب إلى أنها لا تستطيع التخلص من الماضي بسهولة.. كيف يمكن لمن كان يعذب ويقتل أن يستوعب التحولات في تونس؟ ! هذا صعب وقد يسبب أزمات نفسية.. الخوف كل الخوف أن تحمل هذه الأزمات النفسية إلى خطر المجازفة الساهرين على تسيير دولة الوزارة. وزير الداخلية أو "السيد نظيف" لا يستطيع فك شفرة الوزارة في أيام..لأن تركيب هذه الشفرة استغرق عشرات السنوات منذ الاستقلال إلى اليوم.. ربما لا يجدر بالسيد الراجحي أن يبالغ في التنظيف فتلك مسألة خطيرة.. سنوات من الظلم.. أبشع أنواع التعذيب تعرض لها المتدينون بالإسلام في تونس.. الآن تعوضهم "الداخلية" عن كل ما فات بوصف التطرف...