بقلم: ليلى خالد اختارت المناضلة الفلسطينية ليلى خالد «ام بدر»ان تواكب ثورة الشعب التونسي على طريقتها فكان هذا المقال الذي خصت به «الصباح» تحت عنوان «التغيير...كلمة السر للثورة» املة ان يكون هذا العام عاما للتغيير العربي. ما أن اشتعلت النيران بالجسد الطاهر للشاب محمد ابو عزيزي حتى أضَرمت الجماهير نار الثورة في تونس. وعلى مدار 23 يوماً كسرت الجماهير حاجز الخوف ترفع شعاراً واحداً: الشعب يريد إسقاط النظام... ومع كل محاولات النظام بقمع المظاهرات في كافة مدن تونس إلا أن الجماهير أصرت على تحقيق هدفها الذي رفعته شعاراً وخرجت تصدح به أينما تواجدت وسقط شهداء وجرحى في هذه المواجهة المستمرة إلى أن : سقط النظام وهرب رأس النظام بن علي بعد أن عجز عن قمع جماهير الشعب. وما أن أعلن عن هروبه حتى خرجت الجماهير مرة أخرى تحتفل بنصرها، وتحتفل معه جماهير الأمة العربية التي عبرت عن ذلك بالتوجه الى سفارات تونس في أكثر من بلد مؤيدة ومتضامنة مع الشعب التونسي الذي أزال حكماً امتد لسنوات 23عاماً عانى منها هذا الشعب من قمع ومصادرة الحرية. لهيب الثورة التونسية امتد خارج تونس ليصل إلى أكبر دولة عربية... إلى مصر وتردد صدى الشعار الذي رفعته الجماهير في تونس الشعب يريد إسقاط النظام في مصر. خرجت الجماهير إلى ميدان التحرير بالملايين تردد نفس الشعار، وإمتدت هذه الحركة إلى باقي المدن المصرية. وعلى مدار 18 يوماً من صمود الشعب المصري في تحديه السلمي للنظام معتصماً في كل الميادين تمكن من تحقيق هدف التغيير... فرحل رأس النظام مبارك. وهكذا في شهرين تمكنت الجماهير العربية في كل من تونس ومصر من الإطاحة بنظامين. أتسم كلاهما بأربع سمات: - ديكتاتورية الرئيس ونظامه. - نهب ثروة البلد من قبل النظام وعائلته وحاشيته. - تبعية النظاميين للغرب وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية. - قمع أي صوت معارض ومصادرة الحريات العامة. الدروس المستفادة من هاتين الثورتين : أولاً الدرس الأول هو أن قوة الجماهير قادرة على التغيير. ثانياً- سلمية الأسلوب الذي أتبعته الجماهير ( بالرغم من مواجهة قوات الأمن لها بالنار ) أججت مشاعر الجماهير العربية التي خرجت متضامنة ومؤيدة للثورتيين. ثالثاً- صمود الجماهير في المظاهرات أجبر الحكام على التنحي، حيث حاول هؤلاء الحكام على عامل الأمن ووهن حركة الجماهير. رابعاً- إجبار عديد الأنظمة العربية للإعلان عن تغييرات وإصلاحات ستقوم بها خوفاً من انتقال شرارة الثورة إلى بلدانها. خامساً- إجبار دول الغرب للإعلان عن تأييد الجماهير والمطالبة بإشاعة الديمقراطية والحريات العامة والتخلي عن حلفائها بَعدمَا تأكد لها عدم قدرة هؤلاء الحكام على الاستمرار. إن كلمة السر التي أشعلها البوعزيزي مازالت تستخدم في أكثر من بلد عربي. ولعل هذا العام هو عام التغيير العربي.