كمال بن يونس عين السيد الباجي قائد السبسي رئيسا جديدا للحكومة بعد استقالة السيد محمد الغنوشي فكلف بذلك بمهة صعبة جدا في هذه المرحلة الانتقالية التي تواجه فيها البلاد صعوبات سياسية واقتصادية وأمنية بالجملة. إن الانجازات الكبيرة التي تحققت في ظرف اسابيع في تونس مهمة جدا على محدوديتها وكان على رأسها العفو التشريعي العام الذي طوى صفحة كبيرة من مظالم العهد الماضي بالنسبة لعشرات الالاف من قدماء السجناء السياسيين والنقابيين وأعاد لهم حقوقهم المدنية والسياسية في ظرف قياسي. كما فتحت الحكومة ولجان التحقيق التي شكلتها ملفات سياسية وامنية خطيرة في سياق جهود محاربة الفساد المالي والسياسي الذي تراكم بشكل فاق التقديرات والتصورات خلال الأعوام الماضية وتسبب في شل الاقتصاد واستفحال البطالة. لكن التحديات التي تواجه تونسالجديدة كثيرة جدا وعلى راسها ملفات البطالة وركود الموسم السياحي وتراجع الاستثمار الوطني والخارجي بما ينذر بأن يتضاعف عدد العاطلين عن العمل ويمر من حوالي نصف مليون حاليا إلى مليون في الصائفة الماضية. هذه التحديات وغيرها تستوجب إعطاء فرصة إلى رئيس الحكومة الجديد السيد الباجي قائد السبسي المعروف بليبيراليته ودفاعه القديم عن الشفافية والاصلاح السياسي والتعددية وحرية التعبير. ولن يتسنى ذلك إلا من خلال تمكينه من ضمان الامن العام في البلاد ووقف " الفلتان " الأمني وبعض مظاهر" الفلتان الاعلامي " التي أساءت إلى ثورة شباب تونس العظيمة ، التي انطلقت وتطورت وحققت كثيرا من أهدافها دون دور يذكر لزعامات أغلب الاحزاب والمنظمات والنقابات..رغم دعم كثيرمن تلك الزعامات لها لاحقا.