لحظات عصيبة تمر بها تونس والأمر ليس متعلقا بحالة الغموض السياسي فقط فذلك هاجس كامل التونسيين.. لكن ماهو أخطر قد ينطلق من القصرين التي تشهد ما يجمع الأهالي على أنه انتقام من الجهة، فما حدث آخر الأسبوع المنقضي من قبض على عصابات تترأسها شخصيات معروفة بانتمائها للتجمع، إلى جانب حجز أسلحة لدى مقربين من أحد هذه الشخصيات يهدد الاستقرار في الجهة وقد ينتشر إلى ولايات أخرى وبالتالي انتشار الفوضى التي يريدها الحالمون بثورة مضادة. المطمئن في ما حدث أن الأهالي والجيش والأمن كانوا على يقظة تجاه هذه الأنشطة واستطاعوا إحباط المحاولات اليائسة بسهولة، لكن الجهة لا تزال على صفيح ساخن بعد إحساس الكثير من الناس وخصوصا التجار بفقدان الاستقرار وهو ما دفع إلى غلق الكثير من المحال ليس بالأبواب الحديدية بل بالاسمنت حرصا على عدم اختراقها من مخربين مدفوعي الأجر ومن أقرباء هؤلاء المقبوض عليهم جراء تورطهم في الأحداث الأخيرة.. تحذيرات كثيرة من الأهالي بعد فقدان بعض المواد الأساسية بسبب عزوف أصحاب المحلات عن مواصلة نشاطهم العادي، وخوف لن ينتزعه سوى اهتمام عاجل من السلط المعنية وخاصة على المستوى الأمني الذي لا يمكن أن يتحقق إلا باجتثاث العناصر المخربة والتي يجمع أبناء الجهة على أنها معروفة وتم التنبيه إلى خطرها مسبقا. صحيح أن أولويات المرحلة تتطلب مبادرة شعبية قبل مجهودات السلط وهو ما حصل منذ البداية في كل الولايات دون استثناء حيث استجاب الجميع لنداء حماية تونس، لكن المطلوب الآن حضور أمني مكثف خاصة من الجيش، هذا إلى جانب القبض على رؤوس الفتنة من التجمعيين وغيرهم في كل الولايات قبل ارتكابهم جرائم أخرى في حق التونسيين.