"الرائد "إجراء عملي لتشغيل 3000 من حاملي الشهادات العليا بصفة استعجالية ستستفيد منه ولايات الشمال الغربي والوسط والجنوب والمناطق الأكثر تضررا من انعدام التوازن التنموي في الجهات في النظام السابق وخاصة أبناء الأسر المعوزة في القصرينوسيدي بوزيدوقفصةوجندوبة وقبلي. ومشروع «الرائد» الذي تم أمس الثلاثاء تقديمه في ندوة صحفية التأمت بوزارة الثقافة حضرها السيد عز الدين باش شاوش وزير الثقافة والسيد سعيد العايدي وزير التكوين المهني والتشغيل وغاب عنها السيد سامي الزاوي كاتب الدولة لتكنولوجيات الاتصال بسبب استقالته من مهامه - علما بأنه من أهم الكفاءات العلمية التونسية التي هندست هذا المشروع من الإجراءات العملية التي تم اتخاذها لانجاز المشروع الوطني لرقمنة المحتوى وتوثيقه ليمكن من تشغيل عدد كبير من حاملي الشهادات العليا ومن إحداث عدد هام من المؤسسات الصغرى والمتوسطة في الجهات الداخلية. وقد نزل وزير الثقافة هذا المشروع في إطاره فقال : « تبعا لمسؤولية أعضاء الحكومة وان كانت مؤقتة في إخراج البلاد من وضعها الحالي إلى ما يؤهلها لان تكون حقا بلد الديمقراطية والدستور والعمل والبلد الذي تكون الحرية هي الأساس الأول لكل أعماله رفضنا ان نكتفي بتصريف الأعمال فقط وعملنا على ان نؤسس ونبحث عن الحلول للخروج بهذه الثورة المباركة مما يعطل مسارها وبحثنا عن حل للمطلب الأساسي الذي قامت من اجله الثورة وهو ضمان الحق في الشغل وبالتالي في الكرامة باقصى سرعة وهكذا تولى فريق عمل من وزارات الثقافة والتكوين المهني والتشغيل وكتابة الدولة لتكنولوجيات الاتصال منذ ثلاثة أسابيع فقط إعداد هذا المشروع وهو اليوم تام بجميع مكوناته ولا يحتاج إلا إلى عرضه على مجلس الوزراء ليوافق على الانطلاق في تنفيذه .» هذا المشروع ذو الأبعاد الثلاثة الأول وهو تشغيل أصحاب الشهادات العليا وخاصة ذوي الحالات الاجتماعية المتردية ماديا والبعد الثاني هو صيانة التراث التونسي المهدد بالخطر خاصة بعد السطو على تاريخ تونس في العهد السابق والثالث بعد سياسي سيمكن من الخروج من عهد الظلمات إلى هذا العهد الجديد عهد الثورة والعمل سيشمل أصحاب الاختصاص في التوثيق وخريجي الفلسفة والعربية والعلوم الإنسانية بصفة عامة ممن سيحصلون على تكوين لرقمنة أرشيف تونس. أما السيد سعيد العايدي وزير التكوين المهني والتشغيل فقد أضاف ان الجيد في هذا المشروع هو انه بعد أن يستوعب 3 ألاف عاطل عن العمل من أصحاب الشهادات العليا خلال سنتين سيمكن بدروه من خلق مؤسسات صغرى تشتغل لفائدة مشروع الرائد في مرحلة أولى ثم لفائدة شركات ووزارات أخرى سواء في تونس أو خارجها، خاصة وانه -والكلام هنا للسيد عز الدين باش شاوش - لنا اتفاقيات مع بعض البلدان الأوروبية التي تريد ان تستفيد من هذا المشروع أي أن شبابنا سيشتغل مع البلدان الأوروبية دون ان يهاجر وسيصدر هذا المنتوج الجديد. وقد استشهد الوزير بالتجربة الهندية اليابانية في هذا الإطار وأشار إلى أن إتقاننا للعربية والفرنسية والانقليزية سيساعدنا على انجاز المشروع ولعلنا هنا نحتاج إلى الايطالية لأننا سنبدأ مع صقلية. المقاييس الاجتماعية والجغرافية وأقدمية التخرج ونوعية الشهادة هي الفيصل ويذكر ان مشروع «الرائد» الذي سيرقمن رصيدنا الوطني من مخزون الكتب والمخطوطات وسيجعل المجتمعات الدولية تنهل من مرجعياتنا التاريخية ويقرب المستعملين والباحثين والمثقفين من المعلومة بصفة حينية سيربط بأضخم المكتبات الرقمية العالمية «كغوغل» والمكتبة الأوروبية ... ويهدف"الرائد " الذي يحتوي على 14 كتابا ومخطوطا إلى رقمنة ما يناهز 200.000 كتاب إضافة الى الدوريات والمخطوطات خلال 3 سنوات القادمة وسيكون حجم صفحاته التقريبي حوالي 50,000,000 صفحة مع إدراجها في قواعد بيانات خاصة بمحرك بحث داخل النصوص وهذا سيمكن من تشغيل حاملي الشهادات من كامل تراب الجمهورية مختصين في الرقمنة وفي فنون الطباعة وأخصائيين لغويين في جميع اللغات . وإجابة عن سؤال الصباح عن تكوين وتأهيل حاملي الشهادات من غير الاختصاص في التوثيق قال وزير الثقافة انه سيتم تكوين كل الكفاءات وتدريبها على التمكن من تقنيات تحويل المحتويات سواء كانت عربية أو لاتينية حتى تصبح صناعة جديدة بالبلاد باتم معنى الكلمة. أما تنفيذ هذا المشروع فسيكون عن طريق التفاوض المباشر مع مجموعة من المؤسسات المختصة ضمن قانون الاقتصاد الرقمي الذي يضبط قواعد وإجراءات إبرام اتفاقيات الشراكة في هذا المجال اذ يندرج الرائد تحت محور مزيد التشجيع على إنتاج المضامين والخدمات اللامادية وتصديرها وترويجها ونشر الثقافة الرقمية وتطوير مقومات الإدارة الالكترونية وتعميم الخدمات عن بعد وتقدر الكلفة الجملية للرائد على امتداد ثلاث سنوات بحوالي 80 مليون دينار سيمتد تنفيذه على ثلاث مراحل الأولى ثلاثة اشهر يرقمن خلالها 3000 كتاب وسيشغل فيها 300 طالب عمل صلب حوالي 10 مؤسسات جهوية بكلفة 1,2 مليون دينار والمرحلة الثانية ( السنة الأولى ) يرقمن خلالها 40,000 كتاب ويرتفع عدد مواطن الشغل الى 1200 بكلفة تقديرية تناهز 1,5 مليون دينار أما المرحلة الثالثة فستنقسم الى سنتين وسيرقمن خلالها 170,000 كتاب ويصل عدد مواطن الشغل إلى 3000. هذا المشروع لن يرتبط تنفيذه ببقاء الوزراء في الحكومة المؤقتة او استقالتهم بل هو قابل للتنفيذ مهما كانت الظروف وسيستفيد من مواطن الشغل التي خلقها في البداية 10 جهات محتاجة لتدعيم التنمية فيها بأولويات قصوى هي سيدي بوزيدقفصةوالقصرينجندوبة وقبلي وسيبدأ التكوين والتأهيل في غضون هذه الأيام والانتدابات ستكون حسب المقياس الجغرافي والاجتماعي وأيضا أقدمية التخرج ونوعية الشهادة العلمية بحيث تودع الملفات لدى ممثلي وزارة الثقافة في الجهات لتعرض على لجنة تكونت للغرض في مقر الوزارة وزيادة في التحري قد يوضع على ذمة طالبي الاستفادة من هذا المشروع موقع الكتروني لإيداع المطالب. خلال هذه الندوة تطرق السيد عز الدين باش شاوش إلى مواضيع تتعلق بالدعم وحل اللجان وطريقة تصريفه لأعمال الوزارة وأجاب على عدد من الأسئلة الحارقة ومن ضمنها توقف التظاهرات الثقافية فوعد بان تنطلق عندما يتوفر الأمن.