لم يستجب جل أساتذة التعليم الثانوي لدعوة وزارة التربية لتنظيم دروس تدارك مجانية لتلاميذ الباكالوريا, رغبة منها في إنجاح السنة الدراسية وخاصة لهذا القسم النهائي الذي تنتظره مناظرة وطنية خلال الأشهر القليلة القادمة. ويتعلل الأساتذة, كما نقلت لنا مجموعة من تلاميذ الباكالوريا بضيق الوقت وأنهم لا يرونها ضرورية. وفي المقابل, يدعوالأساتذة التلاميذ لتلقي دروس تدارك خاصة بالمواد الأساسية مؤكدين أنها ضرورية, بل العديد من الأساتذة يقولون أن من الصعب جدا اجتياز مناظرة الباكالوريا هذه السنة بدون تلقي دروس خصوصية في مادة الرياضيات على الأقل, بالنسبة لشعبة الرياضيات, وفي مادة الفيزياء على الأقل, بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية, وفي التقنية على الأقل, بالنسبة للشعب التقنية. وبالتالي, فقد عرفت سوق الدروس الخصوصية هذه الأيام التهابا في الاسعار وإقبالا لا نظير له , مما أثقل كاهل الأولياء وعجّز البعض منهم والذين بالكاد يوفرون لقمة العيش اليومية لعائلاتهم. وباتصالنا بعدد من الأساتذة, أجمعوا على أن الدروس الخصوصية هي مفتاح النجاح في الباكالوريا هذه السنة , وعن المعاليم ومدى صحة ما يروجه الأولياء عن الارتفاع "المشط" في ثمن ساعات الدروس الخصوصية, قال السيد حسن الدعفوس (أستاذ رياضيات ) " نحن نتقاضى مقابل الجهد المضاعف الذي نبذله في الدروس الخصوصية, والتي تأخذ من وقتنا وجهودنا الكثير." ولكن استبعد أن يكون بعض الأساتذة قد استغلوا الظرفية الخاصة لهذه السنة ورفعوا في معاليم الدروس الخصوصية, مؤكدا على أن التدريس مهنة نبيلة وليست تجارة. وإجابة على سؤالنا حول سبب "تهرب" بعض الأساتذة من إلقاء دروس تدارك مجانية في المعاهد, قالت السيدة سيرين حرزي (أستاذة تعليم ثانوي ) أن " مسألة إلقاء دروس تكميلية بالمعهد لفائدة تلاميذ الباكالوريا تقررها الوزارة وتسهر على تنظيمها إدارة المعهد, ولا أتصور إطلاقا أن يرفض رجل تعليم هذه الخدمة التي سيقدمها إلى أبناء هذا الوطن العزيز." السيد معز كمّون (ولي) قال " الدروس الخصوصية مهمة وأنا أعول عليها كثيرا في تحسين نتائج المستوى الدراسي فبفضلها تحقق التميز والتفوق, ولكن الاسعار هذه السنة غير معقولة فقد فاقت كل التصورات ولا يقدر عليها الولي العادي." وللسيد عبد الكريم الوافي رأي آخر, إذ يقول " لا يمكن الاستغناء عن الدروس الخصوصية, فأنا أنفق في سبيل تحصيلها الكثير واعتبرها ضرورية سواء كانت داخل المعهد أو خارجه, سيما وان بعض الأساتذة اليوم يلزمون تلاميذ الباكالوريا على متابعة دروسهم الخصوصية ويزعمون أنها الضامن لنتائج حسنة وجيدة.