اليوم وقد أعلن وزير الثقافة السيد عز الدين باش شاوش عن استئناف النشاط الثقافي في كافة تراب الجمهورية طالبا من اهل الاختصاص تقديم مقترحاتهم ومشاريعهم للمساعدة على إعادة الروح إلى الحياة الثقافية لتدرسها لجان استشارية مختصة تضم مختلف الأطراف المعنية بمن فيهم الإعلاميين لضمان اكبر نسبة من الشفافية والوضوح حتى لا يقدم الدعم لغير مستحقيه من أصحاب الملفات المطروحة. نغتنم الفرصة لنلفت انتباهه إلى ناد عريق كل المنتمين والعاملين فيه متطوعون تعرض منذ سنوات عديدة إلى صعوبات جمة حاول الصمود بما كانت تسنده له الوزارة من فتات ولكنه اليوم وصل إلى طريق مسدود على ما يبدو وهو نادي القصة التابع للنادي الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية. هذا النادي او هذه الجمعية الثقافية تأسست سنة 1961 وواصلت نشاطها في المجال الثقافي القائم على العمل التطوعي لأعضائها، من خلال «نادي القصة « الذي تأسس في أكتوبر 1964، وواصل إصدار مجلة «قصص» الأدبية الفصلية منذ سنة 1966، هذا النادي يجد نفسه اليوم في وضعية مادية صعبة لتأمين أنشطته الثقافية. وهذا الوضع المؤسف دفع هيئته المديرة المؤمنة بخدمة الثقافة التونسية وتجذير الأدب إلى التوجه بنداء من اجل مساعدتهم على إنقاذ النادي الذي ازداد وضعه سوءا على إثر ما عرفه مقر»نادي القصة» خاصة والجمعيات الثقافية الأخرى الكائنة بالنادي الثقافي بالوردية، كجمعية المعجمية العربية بتونس ومكتبة النادي، خلال ليلة 21 جانفي 2011 من أعمال نهب وتخريب تسببت في سرقة وإتلاف التجهيزات المكتبية من حواسيب ومكاتب ومعدات تدفئة. والنداء الذي توجهت به هيئة نادي القصة لا يخص في الحقيقة وزارة الثقافة وحدها وإنما كل الذين يؤمنون بجدوى العمل الثقافي والحفاظ على مكتسبات هذا الوطن من رصيد فكري وثقافي ومن مؤسسات المجتمع المدني ليساهموا في مساعدة « نادي القصة « على تعويض التجهيزات المكتبية التي فقدها للتمكن من مواصلة رسالته الثقافية. ولان الأمور مستعجلة ولأنه لا يمكن لهذا النادي ان يتوقف عن إصدار مجلة «قصص» أو يؤجل موعد صدورها وهي تكاد تكون المجلة العربية الوحيدة المختصة لعدم قدرته على مجابهة تكاليف طباعتها.. ولان هذه المجلة كانت تصدر منذ أكثر من أربعين سنة في أصعب وأحلك الظروف فلا يعقل ان تتوقف أيام الثورة والتضامن التلقائي اللامشروط. ولأنه لا بد لهذا النادي من تعويض ما نهب وسرق من تجهيزاته حتى يتمكن أعضاؤه من استئناف نشاطهم فان الدعوة أيضا موجهة إلى، كل من سانده في السابق من مؤسسات ثقافية واقتصادية وأحباء من رجال الفكر، المقتنعين بالدور الثقافي لهذه المؤسسة، لان يساعدوا هذا النادي لضمان تواصل أنشطته وإصدار مجلته.