"دبّو ليلى يا مدام وسلعة اليوم لا يحرم منها محروم وبن علي قطّع مكيج وأتّمتع" هذه الكلمات وجد لها الباعة المنتصبون بجانب حديقة الباساج وفي ساحة الجمهورية وشارع باريس وسط العاصمة لحنا للتغني بها والتأثير في مئات المارة وخاصة النساء منهم الذين تكدسوا حول طاولات ملئت ببضائع مختلفة غلبت عليها مواد التجميل من عطورات ومساحيق وإكسسوارات وهن في حيرة بين المقلد والأصلي. "الصباح" واكبت حمى الانتصاب الفوضوي التي عمت شوارع العاصمة حيث بدا المشهد غير لائق انجر عنه قلق عديد المارة لصعوبة التنقل من محطة الجمهورية في اتجاه شارع باريس والعكس وذلك جراء الانتصاب المكثف الذي عاد وبقوة الى وسط العاصمة. اقتربنا من إحدى "النصب" التي تجمعت حولها عديد النسوة يعاينّ مساحيق تستعمل كواقي للبشرة من تأثيرات أشعة الشمس,فإذا بفتاة تهمس لإحدى زميلاتها خفية حتى لا يفطن لها البائع لتقول لها "إن ثمن هذه العبوة بخس جدا لا يعقل.. 5 دنانير فقط لقد اعتدت شراءها من الصيدلية ب 45 دينارا, ولاحظت عديد المارات ارتفاع ثمنها في فصل الصيف نتيجة الإقبال المكثف عليها لاشتداد درجة الحرارة فلا يعقل أن ينخفض سعرها الى هذا الحد وهو ما يخيفني لعلها غير صالحة" تجيبها زميلتها فتقول "إن سعرها ليس باهظا سأشتري واحدة وان ثبت لي أنها غير نافعة سأتلفها". امرأة أخرى تحمل بيدها كيسا بلاستيكيا ملأته بأنواع مختلفة من مواد التجميل وعطورات وهي في جدال مع البائع حول التخفيض لها في الثمن الجملي للمشتريات فيجيبها "اشري ولا خلي نبيع براس المال يا أختي ترضى لي نبيع بالخسارة؟! أقاويل كثيرة يتناقلها عديد التونسيين حول هذه البضائع .. يقول البعض إن هذه المواد كانت محجوزة وتم التفويت فيها خلال هذه الفترة في حين يرى البعض الآخر أن هذه المواد سرقت خلال عمليات النهب التي تعرضت لها عديد الفضاءات التجارية في الفترة الأخيرة لكن الجدل القائم هو أيعقل أن تباع اليوم موادا اعتادوا شراءها بأسعار باهظة بهذا الثمن خمسة دنانير أو دينارين فقط. لكن الشارع التونسي اليوم لا تشغله هذه المواد بقدر ما يشغله غياب المراقبة الاقتصادية وأعوان التراتيب خاصة وان اجتياح الباعة المتجولين لشوارع رئيسية في العاصمة يصفه العديد -بالكارثي-.