تستعد جمعية الجغرافيين التونسيين إلى تنظيم يوم دراسي لبحث موضوع التنمية الجهوية قصد إبراز تعدد قراءات الجغرافيين لمسألة التنمية الجهوية وتنوع مواقفهم، وبيان مختلف الإسهامات التي يمكنهم القيام بها في مستوى تشخيص المشاكل واختيار النماذج التنموية المناسبة وفي وضع الاستراتيجيات المستقبلية وتقييم السياسات والمشاريع المنفذة. وستقام هذه الندوة يوم السبت 19 مارس الجاري بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس وسيتم التطرق إلى عدة محاور تبرز أهداف التنمية الجهوية والنماذج والاستراتيجيات المعتمدة والممكنة لذلك. ويعتبر الجغرافيون من الأكاديميين الأوائل الذين اهتموا بالتباينات المجالية التي تسجل بالتراب التونسي. وساهموا في تصور السياسات المجالية منذ بدايتها وخاصة في مطلع السبعينات في إطار الدراسات التي وقعت بإشراف إدارة التهيئة الترابية. ونذكر من بينها دراسة "العمران والتنمية" التي تعتبر أول دراسة إطارية في الموضوع، وتضمنت تشخيصا دقيقا لإشكاليات تهيئة التراب التونسي وتنميته ووضعت ملامح السياسة الترابية في فترة السبعينات، وساعدت على ضبط اختيارات تتعلق بالأهداف وبالاستراتيجية المعتمدة. وازداد اهتمام الجغرافيين بهذه المسائل فتعددت البحوث والدراسات وتنوعت القراءات والمواقف. ركز بعضها على تدقيق مقارباتهم الأكاديمية لتنظيم التراب، وساهم البعض الآخر في الدراسات المتعلقة بتشخيص الأوضاع وتحديد الإشكاليات والبرامج ومشاريع التهيئة والتنمية الجهوية والمحلية (الأمثلة التوجيهية لتهيئة التراب، برامج التنمية الريفية والتنمية الحضرية المندمجة، الخ) ويهدف اليوم الدراسي إلى المساهمة في وضع حصيلة أولية لبحوث الجغرافيين التونسيين المتعلقة بقضايا التنمية الجهوية وذلك من خلال إبراز تنوع قراءات الجغرافيين واهتماماتهم واستقراء النتائج المشتركة لأبحاثهم وأعمالهم المتعلقة بتشخيص الأوضاع وتقييم السياسات وتشخيص محاور البحث الممكنة لمزيد التعمق في الموضوع والمساعدة على إحكام جوانبه النظرية والمنهجية.