بروكسيل وكالات أكدت الخارجية البلجيكية أمس أن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي يسعى إلى اللجوء إلى بلجيكا من منفاه الحالي في السعودية التي فر إليها قبل شهرين عقب ثورة شعبية. وأقرت الوزارة بصحة معلومات بهذا الشأن نشرتها أمس صحيفة «دي مورغن» اليسارية الفلامنكية. وقالت الوزارة إنها على علم بالمحاولات التي يبذلها بن علي دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل. وحسب الصحيفة، فإن الرئيس المخلوع يريد اللجوء إلى منطقة «ريلجيم» في شمال بلجيكا حيث يوجد أقارب له. وكانت بلجيكا ضمن دول أوروبية جمدت أرصدة وممتلكات للرئيس التونسي المخلوع ومقربين منه. وفي الأسابيع القليلة الماضية، تردد أن بن علي أصيب بجلطة دماغية، وأنه يرقد في حالة حرجة بمستشفى في مدينة جدة السعودية على البحر الأحمر. وكانت الحكومة التونسية المؤقتة السابقة قد طلبت رسميا الشهر الماضي من السعودية تسليمها بن علي بعدما أصدرت مذكرات لاعتقاله هو وزوجته ليلى الطرابلسي وأفراد من عائلتيهما. وفر الرئيس المخلوع إلى السعودية في 14 جانفي الماضي ولم يظهر أي مؤشر حتى الآن على أن السلطات السعودية يمكن أن تعيده إلى تونس بعد أن بررت استقبالها له بدوافع إنسانية. يذكر أن بلجيكا كانت قد عدلت في العام 2003 قانون الاختصاص القضائي العالمي والذي كان يتيح ملاحقة المتهمين بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية أمام المحاكم البلجيكية بمجرد رفع دعوى ضدهم في بلجيكا، بحيث أصبح يجيز لوزير العدل إحالة ملف الدعوى إلى قضاء دولة المدعى عليه حتى لو باشر القضاء البلجيكي النظر في القضية، وهو ما أثار في حينه خيبة أمل واسعة لدى الأوساط الحقوقية التي رأت أن قانون الولاية القضائية العالمية لن يطبق إلا على الدول الضعيفة. وأدخل هذا التعديل آنذاك لمنع مثول قادة إسرائيليين أمام القضاء البلجيكي لمحاكمتهم على جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبوها في حق الفلسطينيين، وذلك بعدما رفعت دعوى في بلجيكا ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون تتهمه بارتكاب جرائم حرب لدوره في مجزرة صبرا وشاتيلا.