أشارت الخارجية البلجيكية، يوم السبت، إلى أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي يسعى للحصول على اللجوء إلى بلجيكا من منفاه الحالي في السعودية، التي فر إليها قبل شهرين عقب ثورة شعبية أطاحت بحكمه، في تأكيد من الوزارة للمعلومات التي نشرتها صحيفة بلجيكية. وذكر موقع الجزيرة نت أن الوزارة أقرت بصحة معلومات بهذا الشأن نشرتها اليوم صحيفة "دي مورغن" البلجيكية اليسارية، مبينة أنها على علم بالمحاولات التي يبذلها بن علي، إلا أنها لم تعط مزيدا من التفاصيل. وبحسب الصحيفة، فإن الرئيس المخلوع يريد اللجوء إلى منطقة "ريلجيم" في شمال بلجيكا حيث يوجد أقارب له، لكنها أوضحت استنفار السلطات الأمنية البلجيكية، التي أعلنت أنها لا تستبعد محاولات دخول غير شرعية للرئيس المخلوع أو لأحد أقاربه، رافضة الإدلاء بأي معلومة حول عائلة بن علي المتواجدة في بلجيكا لأسباب أمنية. وكانت بلجيكا ضمن دول أوروبية جمدت أرصدة وممتلكات للرئيس التونسي المخلوع ومقربين منه، وذلك بعد أقل من أسبوعين من فراره من تونس، بناء على طلب دولي أصدرته تونس، إلا أن تواجد بن علي في الأراضي البلجيكية، في حال تم ذلك، يخول الحكومة التونسية المطالبة بجلبه ومحاكمته على إثر إصدار القضاء التونسي مذكرة جلب دولية في حقه وأفراد من عائلته. وكانت السلطات التونسية أصدرت، في وقت سابق، مذكرة جلب دولية بحق بن علي، وطلبت أيضا من الشرطة الدولية "الانتربول"، إيجاد بن علي وأفراد عائلته وإلقاء القبض عليهم حتى يمكن محاكمتهم لاتهامهم بالسرقة وبارتكاب مخالفات متعلقة بالعملة، وبالتالي أصدر "الانتربول" في شهر كانون الثاني الماضي، بلاغا لأعضائها يتضمن أمر ملاحقة دولية لتحديد مكان تواجد بن علي واعتقاله بالإضافة إلى 6 من أقاربه. وقدمت السلطات التونسية لنظيرتها السعودية، في وقت سابق، مذكرة قضائية، تتضمن اتهام الرئيس السابق وأفراد أسرته بامتلاك أرصدة مالية، وممتلكات عقارية بعدة بلدان، في إطار غسل أموال، تمت حيازتها بصفة غير شرعية، ومسك وتصدير عملة أجنبية بصفة غير قانونية. ويقيم الرئيس المخلوع بن علي حاليا في السعودية، بعد أن بررت استقبالها له بدوافع إنسانية، حيث أشارت مصادر إعلامية مؤخرا إلى أنه أصيب بجلطة دماغية، أدت لدخوله في حالة غيبوبة تامة، فيما ذهبت مصادر أخرى إلى أنه توفي. يشار إلى أن حكم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سقط في شهر كانون الأول الماضي، بعد تطورات سريعة ومتلاحقة بدأت بإعلان حالة الطوارئ ردا على المطالبات بتخلي بن علي عن السلطة، وانتهت بإسقاط الأخير ومغادرته البلاد إلى السعودية بعد أن رفضت فرنسا ودول أخرى استقباله.