تعيش تونس منذ ثورة الحرية والكرامة طفرة سياسية غير مسبوقة أفرزتها حالة التعطش للعيش في ظل حكم ديمقراطي مستنير. فبزوال نمط الحكم الاستبدادي الذي عطل الحياة السياسية بالبلاد طيلة عشريات، وكبل طاقات مبدعيها ومفكريها، ونفّر الناس من المشاركة في الحياة العامة وجعلها حكرا على فئات معينة. تنسم التونسيون نسمات الحرية، وأطلقت طاقاتهم التي كانت مقيدة ومكبوتة، وتفجرت مواهبهم. ففي فترة قصيرة، أطلق الآلاف من التونسيين العنان لتشكيل أحزاب سياسية وتكوين جمعيات أهلية ومدنية وبعث نقابات ومنظمات أرباب عمل. حيوية تكشف لا محالة عن التزام التونسيين بأهمية الانتماء إلى الحياة العامة والمشاركة فيها بصورة منظمة ومسؤولة ناضجة، ويؤكد أن سياسية تجفيف المنابع السياسية طيلة نصف قرن لم تؤد إلى هجر التونسيين للعمل المدني العقلاني. ومنذ 14 جانفي، أعلنت العشرات من الأحزاب السياسية عن رغبتها في تحمّل رهانات المرحلة التاريخية التي تعيشها البلاد، وتحقيق الانتقال بالبلاد إلى بر الديمقراطية. وحظيت العديد من الحركات السياسية التي طلبت ترخيصا للعمل القانوني والعلني بالموافقة كلما كانت قوانينها السياسية وبرامجها متلائمة والقوانين المنظمة الجاري العمل بها، لتضاف إلى قائمة الأحزاب السياسية المتواجدة وتشكل جزءا من المشهد السياسي المتنوع والمتعدد للبلاد. وإذا كنا نسجل بايجابية الاعتراف بالأحزاب السياسية المدنية التي ترنو العمل بكل حرية واستقلالية، فإننا نعبر عن استغرابنا لإبقاء الملفات التي أودعها عدد من الجمعيات غير الحكومية لدى مصالح وتمثيليات وزارة الداخلية دون رد أو إجابة. فالمرحلة السياسية الراهنة التي تستدعي مشاركة فعلية وحثيثة لأكبر عدد ممكن من الجمعيات المدنية التي تهدف إلى الارتقاء بالممارسة السياسية وتحصين الديمقراطية الناشئة، وزرع قيم المواطنة ما تزال مجمدة. والجمعيات الممضية أسفله التي تقدمت بملفاتها القانونية تنتظر منذ مدة منحها تأشيرة النشاط القانوني حتى تنطلق من جهتها في مجهود التنمية السياسية التي يحتاجه المجتمع حاليا. ولذلك نطلب من وزير الداخلية والتنمية المحلية النظر في ملفات الحصول على التأشيرة التي تقدمت بها الجمعيات الممضية أسفله، حتى تتمكن من آداء مهامها وأدوارها على أفضل الظروف. بإمضاء: سفيان الشورابي: رئيس جمعية "الوعي السياسي" للتثقيف الشبابي محمد عطيل الظريف: رئيس جمعية "تونسيون بلا حدود" رشيد بن عثمان: رئيس رابطة الدفاع عن اللائكية والحريات