بقلم: صالح محمد يبدو من خلال متابعة أحداث ثورة 17 فبراير المباركة أن القذافي حاول وبسبل شتى إجهاض هذه الثورة بأساليب عدة الإعلامي منها، والمالي والعسكري، والنفسي بالترغيب والترهيب. لكن يبدو أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل أمام إرادة الشعب التي قررت مواصلة الثورة حتى تحقيق النصر وهذا مابدت بشائره تلوح بالأفق بعون الله. إلا أن مالفت انتباهي أن القذافي برغم علمه أن نظامه قد انتهى من اللحظة التي فتح فيها نيران قواته على الشعب الأعزل، إلا أنه يكابر ويصر على الاستمرار وعدم ترك السلطة بإدعاءات واهية، كالشعب معي والشعب يحبني وسوف يموت من أجلى... الخ. حقيقةً إن القذافي بتصرفاته تلك يقول لليبيين لن أترككم تهنؤون بليبيا وبالنفط لن تروا الآمان والاستقرار بعدي، سأجلب لكم الغرب وأعيدكم للاستعمار الغربي، وستدفعون ثمناً باهظاً ومُكلفاً. وما نداء القذافي في خطابه الأول بعد بدء العمليات الدولية ضد قواته عندما تحدث عن توزيع السلاح على الشعب وفتح مخازن السلاح أمامه. هذا النداء البائس - توزيع السلاح - كما يقال حق أُريد به باطل وهو خلط الحابل بالنابل؟ فالقذافي يقتل الشعب الليبي ومن جهات عدة ؛ بأفعاله المباشرة على المدنيين العُزل من خلال قواته بالقصف المباشر لعدة مُدن كما يجرى الآن في مصراته وبعد دخول قرار فرض الحظر الجوي حيز التنفيذ من ناحية، ومن ناحية أخرى بتسليحه للشعب لكي يقتتل بعد سقوطه وفراره للخارج، وهو ما نأمل من إخواننا الشرفاء الانتباه له وعدم الانجرار وراء أكاذيبه، وبعض من قد يتعرض للقتل بنيران القوات الدولية ممن قد يتم استعمالهم كدروع بشرية لحماية بعض المواقع والأهداف العسكرية للقذافي. إنني لا أبالغ إن قلت إن القذافي يتمنى فعلاً أن تدخل القوات الدولية تراب ليبيا الحرة لأن لديه حقدا دفينا على شعب ليبيا الحرة في تطلعاتهم وأمانيهم بالحرية والكرامة لذا نعتقد أن نهاية الطاغية ونظامه قد قاربت وهي مسألة وقت، ونحن من هذه اللحظة قد نسمع بين لحظة وأخرى رحيله ونهاية حقبه سوداء في تاريخ ليبيا، وميلاد ليبيا الحرة وبناء مجتمع مدني ديمقراطي حر مُتطلع إلى مُستقبل مُشرق ومزدهر داخل محيطه العربي والعالمي. إذاً، فالقذافي كما استلم السلطة في ليبيا في انقلاب عام 69 وبمساعدة دول غربية وعربية، هو الآن بأفعاله هذه وتعنته في البقاء في الحكم يعمل على رد الجميل لهم لكن مُكرهاً رغم تهديداته التي نسمعها في خطاباته الأخيرة لهم وتهديد مصالحهم، ولعل مايؤكد ويعزز هذه القناعة لدينا هو زيارة ابنه المدعو بزيف الأحلام (سيف الإسلام) للكيان الصهيوني لطلب مساعدتهم في قمع الثورة وهو ماتم فعلاً من خلال التنسيق عن طريق شركات أمنية اسرائيلية تعمل في إفريقيا ومنها شركة "جلوبيل"واستعداده للاعتراف بإسرائيل إن بقي في منصبه وما خفي كان أعظم. في ختام هذه المقالة أود أن أُوكد على أن تدخل القوات الدولية في ليبيا جاءبطلب من الشعب الليبي ولحمايته عبر مُمثله الشرعي والوحيد (المجلس الوطني الانتقالي) ضد مجاز ومذابح قوات القذافي، وبالتالي لن نرى أي إنزال بري للقوات الدولية على التراب الليبي، فالحالة الليبية تختلف كثيراً عن الحالة العراقية لذا أتمنى من كل وطني وغيور على ليبيا أن يُسهم مع كل المخلصين والمحبين لهذا الوطن كُل من موقعه في كل ما من شأنه أن يُسهم في التعجيل برحيل هذا النظام، وإني لأراه قريبا، وما النصر إلا من عند الله.