في ديكور متواضع لمتجر خياط مفلس انطلقت في السادسة من مساء أول أمس الأربعاء المشاهد الأولى لمسرحية « الليل زاهي» في اول لقاء لها بالجمهور وهي من اقتباس وموسيقى وإخراج فرحات الجديد. الحكاية نسجت خيوطها أطماع رجل فقير الموارد والروح ترك مهنة الأجداد الخياطة واختار الاحتيال على أثرياء القوم لعله يحظى ببعض من نعمهم، دور جسده إكرام عزوز بكوميديا خفيفة موجهة لفضح الذات الإنسانية حين تعميها مظاهر الحياة الزائفة. هذه الصورة ميزت أداء كل شخوص مسرحية «الليل زاهي» التي كانت مزيجا من الفنون، فبين التمثيل والرقص والغناء..التقى عدد من أبناء فرقة مدينة تونس منهم كوثر الباردي وزهير الرايس وريم الزريبي صحبة بالي جميلة كمرا والمطربة ليلى الهداجي في لوحات غنائية ودرامية تفاعل معها الجمهور الحاضر في المسرح البلدي والذي نوه بأداء الممثل العائد إلى المسرح ولأول مرة مع فرقة مدينة تونس محمد السياري وزميله على الركح المنجي بن حفصية، حيث أثار هذا الممثل إعجاب المتفرجين لأدائه المميز والمقنع لدور الرجل المخمور والغائب عمدا عن واقعه المزري. هذه النقاط المضيئة في العمل إلى جانب الديكور والإضاءة لم تخف تواضع مستوى أداء الفرقة الراقصة بقيادة جميلة كمرا إذ غاب التنسيق بين أعضائها والاجتهاد في ابتكار اللوحات المجسدة على الركح. ومع ذلك يبقى «الليل زاهي» طبقا مسرحيا تونسيا رغم عامل الاقتباس نص Goodtfried Keller - وعرضا فنيا قابلا للفرجة العائلية باعتبار خلوه من الإيحاءات الجنسية المسقطة إضافة إلى حفاظه على طبوع المسرح التونسي الكلاسيكي وهي من التقاليد التي لم تتخل عنها الفرقة البلدية بإدارة منى نور الدين حتى بعد ثورة 14 جانفي واكتفت بتغيرات طفيفة تحية منها لشباب الثورة....فهل ستكون هذه حال انتاجاتها القادمة أم ستثور الفرقة البلدية على ارث علي بن عياد وتلاميذه بعد 2011؟