منذ تأسيسها سنة 1955 من طرف رجال أحرار أرادوا أن ينهضوا بفكر ووعي الشباب آنذاك دأبت جمعية النهوض بالطالب الشابي ومقرها الشابة على نفس الطريق و استمرت في نفس مسار خياراتها في عهد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة و عهد البائد بن علي رغم المضايقات والصعوبات التي شهدها رجالات ومنخرطو هذه المنظمة التي كان دورها فاعلا في رسم معالم ثورة الكرامة التونسية. سنوات من الصعوبات والمضايقات اختارت الهيئات المديرة التي تعاقبت على تسيير دواليب هذه الجمعية الإستقلالية في العمل الثقافي والنهوض بوعي الطالب والتلميذ والمساهمة فى تكوين نخبة مثقفة من شأنها فهم ما يدور حولها والمشاركة الفاعلة في الحراك الثقافي والإجتماعي وربما السياسي، وقد كانت جمعية النهوض بالطالب الشابي قد رفضت الإنضمام الى المنظمات والجمعيات الناشطة تحت إطار الحزب الحاكم وهو ما سبب لها في معاناة إذ فرض حصار على نشطائها وروادها ، كما تم القيام بمضايقة منخرطيها ومنعهم من زيارة مقر الجمعية وفي بعض الأحيان التعسف عليهم ومراقبتهم من خلال البوليس السياسي واستعمال سياسة الترهيب لإفشال جميع برامج الجمعية التى واصلت بفضل الإرادة والعزيمة في نفس منهج الثقافة الواعية الملتزمة. توقف المنحة البلدية منذ سنة 2006... «ليس لهم من داع سوى مواصلة سياسة التضييقات التي فرضوها منذ التسعينات « هذا ما جاء على لسان رشاد شوشان أحد الأعضاء الشبان في الهيئة المديرة الحالية، وحسب قوله فان عدم صرف المنحة البلدية منذ سنة 2006 للجمعية دليل قاطع على نية واضحة على عرقلة نشاطها وإفشال برامجها وقد كانت أغلب الموارد من أحباء الجمعية والرجالات الغيورة من أجل ديمومة أنشطتها لصالح الطالب الشابي. وأكد محدثنا أنه ورغم المطالب المتعددة للسلطات المحلية والجهوية فان الجمعية لم تتمكن من الحصول على حقها في الدعم المالي والمنحة البلدية الى اليوم. لا للإنتماء السياسي مستقبلا منذ ثورة الكرامة تنفست الجمعية الحرية ورغم تقلص عدد منخرطيها من 4000 منخرط تقريبا في التسعينات الى أقل من 500 منخرط خلال السنوات الأخيرة نتيجة للحصار الذي تم فرضه على مقر الجمعية، فإنه لم يثن أصحاب القرار على الصمود والوقوف سدا منيعا للدفاع أمام التيار الجارف فى عهد النظام البائد. وعن رهانات الجمعية في المستقبل أجابنا رشاد شوشان أنها لن تحيد على طريقها الذي رسمته منذ سنين بل بالعكس سوف تعمل على تطبيق برامجها وتحقيق أهدافها فى أكثر أريحية وربما المجال مفتوح لها للعودة الى معانقة أحبائها وروادها الذين ابتعدوا عنها بفعل المضايقات التي فرضت عليهم وسوف تفتح ذراعيها لاستقطاب الطلبة والتلاميذ للنهوض بفكرهم ووعيهم ومساندتهم للمشاركة الفاعلة في المجتمع المدني، وستبقى منارة ثقافية مستقلة بعيدة عن كل انتماء سياسي ومكسب لكل أبناء وشباب الشابة لابد من المحافظة عليه.