بتاريخ ماي 2007 ظهر على الشّبكة العنكبوتيّة موقع الكتروني أكاديميّ تونسي قلبا وقالبا يحمل عنوان «موقع ابن خلدون للدّراسات الانسانيّة والاجتماعيّة - موقع الدّراسات الخلدونيّة» يشرف عليه ويديره المؤرّخ وخبير الواب والملتيميديا الأستاذ عليّ بوعزيز ... موقع يحاول ضمّ كلّ المحتويات الممكنة الّتي تيسّر للباحثين والأكاديميّين دراسة كلّ الأوجه الّتي تهمّ حياة وفكر العلاّمة ابن خلدون ... هذا الانجاز الالكتروني المعرفي والثّقافي التّونسي الوليد تحوّل تدريجيّا - وفي ظرف زمني وجيز - الى موقع مرجعيّ دوليّ بالنّسبة للدّراسات الخلدونيّة اذ تعدّدت اللّغات المستعملة داخله ، ففضلا عن اللّغة العربيّة توجد داخله نصوص مكتوبة باللّغات الفرنسيّة والانقليزيّة والألمانيّة والاسبانيّة والايطاليّة كما أصبحت تربطه علاقات أكاديميّة وثيقة مع عدد كبير من الجامعات العالميّة مثل جامعة يال الأمريكيّة وجامعة السّربون ( 8 ) الفرنسيّة والجامعة الأوروبيّة ببوخارست وجامعة محمّد الخامس المغربيّة ... أمّا هيئته العلميّة الموسّعة فانّها تضمّ في عضويّتها أكاديميّين وباحثين مرموقين من بلدان مختلفة يعدّون من أهمّ دارسي ابن خلدون على النّطاق العالمي من أمثال الفرنسي ايف لاكوست والألماني ستيفان ليدر والايطالي ماسيمو كومبانيني والمستشرقة الاسبانيّة ماريّا خوزي فيغيرا والكنديّة مايا شاتزميلر والباحث والمؤرّخ السّوري عزيز العظمة والجامعي والباحث التّونسي راضي دغفوس والمؤرّخ الهادي التّيمومي ... وغيرهم أمّا عن مؤشّرات النّجاح الاحصائيّة فانّ «موقع ابن خلدون للدّراسات الانسانيّة والاجتماعيّة» قد ضمن لتونس - ودائما في ظرف زمني وجيز - احتكار كامل الرّأسمال الرّمزي لاسم ابن خلدون على شبكة الانترنات ... اذ يكفي كتابة «موقع ابن خلدون» في محرّك البحث GOOGLE ليعرض اسم هذا الموقع التّونسي على الصّفحة الأولى من نتائج البحث وفي المرتبة الأولى من ضمن حوالي 300000 صفحة تحتوي اسم ابن خلدون ... ولعلّ ذلك ما أهّله للفوز بجائزة القمّة العالميّة للمحتويات الرّقميّة للمنطقة العربيّة في فئة الثّقافة الالكترونيّة عن سنة 2009 ، وهي جائزة يطلق عليها الأستاذ نيقولاس نيقروبونتي تسمية «جائزة نوبل للوسائط المتعدّدة» على أنّ هذا الاشعاع العالمي الكبير لموقع «ابن خلدون للدّراسات الانسانيّة والاجتماعيّة -موقع الدّراسات الخلدونيّة» لم يشفع له على ما يبدو - وهذه مفارقة - لدى أصحاب القرار والقائمين على الشّأن الثّقافي اذ لا يزال الأستاذ علي بوعزيز المؤرّخ وخبير الواب والملتيميديا ومدير الموقع يسعى منذ سنوات عديدة لدى هذه الجهات من أجل أن تنهض - من جهتها - بواجب دعم هذا الموقع الالكتروني التّونسي المرجعي بالنّسبة للدّراسات الخلدونيّة كأن تخصّص له - مثلا - دعما ماليّا سنويّا يكون حتّى في قيمة عشر مبلغ الدّعم الّي تخصّصه مصالح وزارة الثّقافة لانتاج فيلم سينمائي تونسي واحد - والعبارة للأستاذ عليّ بوعزيز -