كمال بن يونس تسمية الشوارع ببعض الرموز مبادرة مهمة جدا.. وتغيير تسمية بعض الشوارع والأنهج والساحات في تونس بعد ثورة 14 جانفي كان متوقعا ومرغوبا فيه من قبل تيارعريض من الرأي العام.. وكان طبيعيا أن تغير تسمية بعض الساحات والشوارع والأنهج في العاصمة والجهات الداخلية.. وأن تطلق على بعضها تسمية سيدي بوزيد أو الثورة او شهداء القصرين وتالة.. أو الثورة.. او ثورة 14 جانفي.. او اسم الشهيد محمد بوعزيزي الذي فجرت ملابسات احتراقه ثم وفاته الاحتجاجات الشعبية في بلدته ثم في مناطق مختلفة من البلاد قبل أن تتظر إلى ثورة عارمة في الايام التي سبقت انهيار راس النظام يوم 14 جانفي.. ثم انهيار بقية مكونات المربع بسرعة مثل كرة الثلج.. لكن البعض يتساءل منذ اسابيع ان كان القرار الفجئي الذي اتخذته الحكومة المؤقتة السابقة في محله عندما أطلقت اسم الشهيد محمد البوعزيزي على الشارع الرئيسي للعاصمة الذي يربط مطار قرطاج بمنطقة الزهروني ويعبر عددا من الاحياء السكنية.. هؤلاء يتساءلون : لماذا لا تطلق تسمية شارع الشهداء (او شارع الثورة) على هذا الشارع الرئيسي الطويل وفاء لعشرات الشهداء والجرحى الذين سقطوا قبل 14 جانفي وبعده غير بعيد من "شارع 7 نوفمبر السابق " وتحديدا في أريانة والمنازه وأحياء حي بن خلدون والبرطال وأحياء الزهور (من الاول الى الخامس) وقصر السعيد والتضامن؟ أو ليس من الانسب ان يرمز الشارع الرئيسي للعاصمة الى كل شهداء الثورة (أو الى الثورة) وليس الى واحد منهم فقط رغم صبغته الرمزية؟ تساؤل سمعته من عشرات الشباب والمثقفين والسيايين من مختلف التيارات.. انقله الى من يهمه الامر احتراما لوجهة نظرهم وتقديرا لكل الشهداء.. ولعشرات الالاف من التونسيين والتونسيات الذين ساهموا مباشرة وغير مباشرة في صنع ثورة 14 جانفي..