تجمع العديد من النقابيين و المناضلين و وجوه المجتمع المدني يوم السبت 12 فيفيري 2011 بالشارع الرئيسي بمنطقة الرملة بجزيرة قرقنة للوقوف إجلالا و تقديرا لدم الشهيد سليم الحضري الذي أرداه رصاص جلاد تونس بن علي يوم الجمعة 14 جانفي2011 قتيلا ما بين الخامسة و النصف و السادسة مساء لما كان ينتفض و يحتج من أجل الحرية و الكرامة و قد تم بحضور عائلة الشهيد تسمية الشارع و الساحة الكائنة أمام البلدية في نفس الشارع باسم الشهيد و قد رفع الحاضرون شعارات تنادي بحياة تونس و الوفاء للشهداء و للثورة ختمت بالنشيد الوطني. و في الأثناء اتصلت الشعب بأخ الشهيد مهدي الحضري و هو زميل بإذاعة شمس الذي كان متأثرا جدا و الذي أفادنا مشكورا: » إن الشهيد زاول تعلمه إلى حدود السنة الخامسة ثانوي نظام قديم و هو ثاني إخوتي كان معروفا في الوسط العائلي و بين أصدقائه بجرأته و صراحته ، شارك في عديد المظاهرات لنصرة غزة و فلسطينالمحتلة منذ طفولته و قد كان في أواخر أيام حياته يتابع أخبار الانتفاضة و كل ما يجد في جهات البلاد بصفة مستمرة ليلا نهارا و من خلال حديثه في موقعه الاجتماعي كان لسان حاله و نفسيته تتوق للشهادة و قال لوالدتي يوم خرج للانضمام إلى احتجاجات الجماهير,أنا ذاهب للاستشهاد و قد كان فعلا صادقا في قوله إذ أنه مكث واقفا في مكانه لم يتحرك حينما طفقت قوات القمع تطلق الرصاص على المتظاهرين. هذا البوليس الذي بقي يباشر عمله إلى الأيام القليلة المنصرمة و هذا ما أجج نار الحرقة في قلوب أفراد العائلة. إن أخي الشهيد سليم أعزب و يبلغ من العمر 25 سنة معطّل عن العمل من شركة بيتروفاك منذ عام و نصف بسبب جرأته و مواقفه التي تدافع عن حقوق العمال و عن الحرية و الكرامة. لقد ترك الشهيد في قلب العائلة اللوعة و الحسرة و بما كان يتميز به من عاطفة جياشة و عطف كما تأثر أصحابه و جيرانه عند توديعه حيث كان خدوما إيثاريا ومؤثرا على نفسه. أما في ما يخص الحفاظ على الثورة فلا بد من الحذر الشديد من الذين يريدون الركوب على الأحداث لتحقيق مصالحهم الشخصية كما أننا نرى أن الإعلام يقوم بدور لا يمكن إلا أن نقول بأنه مضاد للثورة. إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أن عائلة الشهيد ترفض التعويض المادي حيث يكفيها افتخارا استشهاد ابنها من أجل القيم السامية و لكنها تعبر عن استيائها لعدم اتصال السلط لتقديم التعازي و عدم حضور وسائل الإعلام لبيت الشهيد و لوالديه و التحدث إليهما. و في نفس الإطار كان للشعب اتصال بالأستاذ أحمد فرج الله عضو سابق في هيئة المحامين الذي مدنا بالتصريح التالي: » هذه الحركة و هذا الموقف يندرج ضمن إطار ترسيخ مبادئ الثورة و حمايتها و تجسيم القطع مع الماضي و ذلك بالتخلي عن الموروث الفاسد حتى في أبسط تجلياته و كان البدء بتغيير التسميات المتعلقة بالساحات و الشوارع العامة التي ارتبطت بالنظام السابق الفاسد و هذه تعتبر بادرة أولى و سوف تلحقها بعض المبادرات الأخرى و المتتالية و ذلك في تفعيل مبادئ الثورة و تكريسها و إفهام معانيها و ربط الصلة بين جموع الشباب الذين كانوا شعلة الثورة و النخب المثقفة التي أقول و ؤأكّد أنه آن الأوان أن تلعب دورها خاصة عند غياب النظام البائد . حان الوقت أن تقوم النخب السياسية بدورها الثوري الطلائعي و نؤكد من ناحية أخرى أن فاعلية المجتمع المدني و خاصة هيئة المحامين و الاتحاد العام التونسي للشغل قد قررا إنشاء مجلس حماية الثورة و هذا المجلس يجب أن يقع تفعيله على المستوى القطري و الجهوي و المحلي و يجب أن يكون له دور في مراقبة الحكومة و في تأطير الجماهير و ذلك ليس للمحاصصة السياسية بل لحماية أهداف الثورة و تكريسها. كما ألقيت على هامش هذا التجمع وفاء للشهيد قصيدتان الأولى لشاعر الجزيرة محمد السّويسي و جاء فيها: في الخالدين مظفرا شهيدا جديدا جل عزمه أن يرمى لحقت بركب الخالدين مظفرا. كما أنشد الشاعر محمد صدود: من قال إنك مت من قال إنك هاجرتنا و دمك يعوي يصرخ إني هنا من قال إنك مت أنت الصاعد إلى سدرة المنتهى .