طائرات «رافال» فرنسية تحلق في سماء ليبيا القذافي يستخدم المدنيين دروعا بشرية في طرابلسالعواصم وكالات أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد ظهر أمس ان طائرات التحالف شرعت بالفعل في ايقاف هجوم قوات معمر القذافي على بنغازي، وهوما يعني عمليا اشتباكا حربيا مع تلك القوات. واضاف ساركوزي، عقب انتهاء قمة غربية عربية انعقدت حول ليبيا في باريس أمس، ان دولا عربية تحركت من اجل وقف ما وصفه بانه «جنون اجرامي»، مضيفا انه من الواجب دعم الشعوب العربية، وان «عزمنا وتصميمنا كامل ونهائي». من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الوقت حان لنقل العمل الطارئ الى ليبيا، وان القذافي انتهك وقف النار، فيما أعلن رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني ان دور ايطاليا ينحصر فقط في توفير القواعد العسكرية للطائرات المكلفة بمهام في عمليات ليبيا، وبينما قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان قوى العالم متحدة في وجوب انهاء العنف في ليبيا، لكن المانيا لن تشارك في العمل العسكري. وكانت وكالة فرانس براس قد نسبت الى مصدر عسكري فرنسي قوله ان طائرات حربية فرنسية من طراز «رافال» تحلق عاليا في الاجواء الليبية. وقالت مصادر إعلامية ان طائرات حربية فرنسية دمرت اربع دبابات ليبية في غارات جوية الى الجنوب الغربي من مدينة بنغازي أمس. وجاءت هذه التطورات بعد اختتام اجتماع لقادة الدول التي ألزمت نفسها بفرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا، بموجب قرار مجلس الامن الدولي، لمناقشة الخطوات اللاحقة في هذا السياق. والتقى قادة ووزراء من فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة، بمشاركة وزراء خارجية دول عربية هي الاردن والمغرب وقطر والامارات، الى جانب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
توعد.. ودروع بشرية
وفيما يتصاعد الجهد العسكري الغربي للتحرك مقتربا من ليبيا، وتحديدا التجمع بقواعد في البحر المتوسط وجنوبي اوروبا، هدد العقيد معمر القذافي دول الغرب ب «الندم» ان هي هاجمت ليبيا. وقال القذافي، في بيان قرأ نيابة عنه أمس ان اي عمل عسكري غربي ضد ليبيا سيعد «عدوانا صريحا» على بلاده. وهدد القذافي، في البيان الذي قرأه متحدث باسمه ونقلته وسائل الاعلام، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفي كاميرون بأنهما «سيندما» لتدخلهما في شؤون ليبيا الداخلية. واضاف القذافي ان قرار مجلس الامن الدولي حول ليبيا «باطل»، وان «لا حق» للدول الغربية في التدخل بشؤون ليبيا. وقال القذافي انه بعث برسائل عاجلة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. واضاف ان «الشعب الليبي كله معي، وهو مستعد للموت من اجلي، رجالا ونساء واطفالا». وتأتي تصريحات القذافي فيما أوردت وكالة أنباء الجماهيرية الرسمية أمس ان حشود المواطنين الليبيين ستتجمع عند أهداف يتوقع أن تهاجمها فرنسا ليكونوا دروعا بشرية. وقال التلفزيون ان مئات المواطنين الليبيين تجمعوا أمس في باب العزيزية مقر معمر القذافي تحسبا من ضربات جوية فرنسية فيما اصطحبت السلطات الليبية نحو خمسين صحافيا اجنبيا في جولة فيه. وقال التلفزيون ان «الحشود تلتف حول الاهداف التي حددتها فرنسا» لضربها، ونقل صورا مباشرة لليبيين الذين تجمعوا في باب العزيزية وكذلك في مطار طرابلس الدولي.
صد هجوم «الكتائب» على بنغازي
ميدانيا، كبد ثوار ليبيا المرابطون ببنغازي أمس كتائب العقيد القذافي خسائر كبيرة وطردوهم من المدينة التي تشكل عاصمة الثورة وخط الدفاع الأخيروفق ما قال مراسلون صحافيون. وكانت تقارير اعلامية ذكرت في وقت سابق ان دبابات تابعة للعقيد معمر القذافي متواجدة في مدينة بنغازي. وقالت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الامريكية ان الدبابات تتجه للدخول في مواجهة في مدينة بنغازي. وكانت الشبكة ذكرت قبل ذلك ان طائرة عسكرية شوهدت وهي تسقط واشتعلت فيها النار في بنغازي. وقد أكد الثوار أن الطائرة تابعة لهم وكانت بصدد القيام بمهمة استطلاعية. وجاءت هذه التطورات رغم أن طرابلس زعمت التزامها بقرار مجلس الامن الخاص بوقف اطلاق النار وفرض حظر طيران فوق ليبيا. وقد اعترفت قوات القذافي أمس ان وحداتها المتواجدة غرب مدينة بنغازي، التي يسيطر عليها المعارضون، تعرضت لهجوم اتهمت من وصفتها بأنها «عصابات القاعدة» شنته، مما دفعها الى الرد «دفاعا عن النفس». وقالت وكالة الانباء الليبية ان «العصابات الارهابية استخدمت طائرات عمودية ومقاتلة في قصف تجمع القوات المسلحة، مما اضطر القوات المسلحة للتعامل معهم دفاعا عن النفس». وتستخدم وسائل الاعلام الليبية الحكومية تعبير»عصابات ارهابية» و»عناصر القاعدة» لوصف القوات المعارضة لنظام حكم القذافي. واعتبرت الوكالة هذا الهجوم «انتهاكا صريحا لمنطقة حظر الطيران المفروضة من مجلس الامن». وقالت ان القوات الليبية «تحذر القوات المسلحة العصابات الارهابية من مغبة اعمالها وتدعو سكان مدينة بنغازي الى عدم اتاحة الفرصة لهؤلاء الشراذم»، حسب تعبيرها. وكانت الأنباء قد أفادت في وقت سابق أمس عن تعرض مدينة مصراتة لقصف من القوات الليبية قبل إعلان وقف إطلاق النار. كما اندلعت معارك بين القوات الموالية للقذافي والمسلحين المعارضين على طول خط المواجهة خارج مدينة زنتان.
إنذار نهائي
وفي واشنطن، وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الليلة قبل الماضية إنذارا نهائيا للعقيد القذافي طالبه فيه بوقف جميع الهجمات على المدنيين، وأن يسحب قواته من المدن التي يسيطر عليها المعارضون، وأن يسمح بدخول المساعدات الإنسانية. وقال اوباما في بيان ألقاه بالبيت الأبيض أن هذه الشروط ليست محل تفاوض وأنه إذا لم يلتزم القذافي بقرار مجلس الأمن فستعمل الولاياتالمتحدة مع شركائها لفرض تطبيق قرار مجلس الأمن. لكن أوباما اكد أن بلاده لن تنشر قوات على الأرض في ليبيا. من جهتها اتهمت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة القوات الموالية للقذافي بخرق قرار مجلس الأمن 1973.