على إثر حملة التشهير والتهديد والإعتداءات التي تعرّض لها العديد من مديري مؤسسات العمل الثقافي التابعة لوزارة الثقافة والتي كان آخرها الإعتداء على السيدة عائشة المحمدي مديرة دار الثقافة بقصيبة المديوني وقبلها السيد كمال البكاري مدير دار الثقافة بالرقاب وثريا الحبيب مديرة المركب الثقافي بجندوبة وفرح العبدولي مدير دار الثقافة بالمنيهلة وخالد العبيدي مدير دار الثقافة بسجنان أصدرت الهيئة التأسيسية الوقتية لنقابة أعوان مؤسّسات العمل الثقافي بيانا أكدت فيه أن أعوان مؤسسات العمل الثقافي من دور الثقافة والمراكز والمركبات الثقافية تستنكر وتندد بالحملة غير المسبوقة التي تتعرّض لها المؤسسات وأعوانها وخاصة مديريها الذين يعتبرهم البعض من الموالين للنظام المخلوع والحال أنهم كانوا يأتمرون بحكم مسؤولياتهم بأوامر وزارة الإشراف والهياكل التابعة وهم بحكم الواجب المهني واحترام الضوابط الإدارية كانوا يمارسون مهامهم في إطار سياسة رسمية للبلاد والتي تشارك وزارة الثقافة في رسم خطوطها الكبرى وأهدافها. وكانوا في ظل العهد السابق غير المأسوف عليه من ضحايا الاستبداد والتوظيف والركوب على العمل الثقافي. تحايل على القانون وقد كانوا ينددون وينبهون الى ذلك ويدعون الى وجوب استقلالية هذه المؤسسات ولكن الأمر كان محكوما عليهم بالتطبيق والانسياق ككل القطاعات الاخرى. ورغم كل أشكال التوظيف السياسي والتهميش وجبروت الأجهزة التجمعية والأمنية والثقافية بوزارة الإشراف سابقا كانوا يناورون ويتحايلون على المناشير والأوامر الرسمية من أجل المساهمة في نشر وترسيخ ثقافة حرة وممارسات إبداعية راقية وقد أسهموا في نشر ثقافة حقوق الإنسان والاعتدال والمواطنة وثقافة الجمال وفنون الفرجة. كما نص البيان على أن الهجمة التي تتعرض لها مؤسسات وإطارات العمل الثقافي لا معنى لها وهي تعبر عن الفوضى والإنفلات وعدم المسؤولية لدى بعض الاشخاص ممثلين في جمعيات ثقافية وغيرها ومن أحزاب وتنظيمات ومجموعات لا غاية لها إلا الفوضى والإخلال بالأمن العام وتواصل غياب الإدارة لأن في ذلك خدمة مصالحهم وبها تتحقق أهدافهم. وقال منسق الهيئة النقابية التأسيسية لأعوان مؤسسات العمل الثقافي فرح العبدولي أن مديري مؤسسات العمل الثقافي مدعوون الى الحذر والانتباه من خطر التجاذبات السياسية ومحاولات التوظيف السياسي للقطاع لأن مؤسسات العمل الثقافي هي ملك للشعب وهي الفضاء الذي ظل وسيبقى الفضاء الحر لتأسيس الممارسات الإبداعية الراقية والإبداع الفني الخلاق وليس الفوضى غير الخلاقة كما يدعو اليها البعض. التقيد بالمناشير وأضاف إن مؤسسات العمل الثقافي هي المؤسسات التي أسهمنا في الدفاع عنها قبل الثورة وبعدها وعملنا على المحافظة عليها رغم كل قوى المحسوبية والولاءات وعليه فإننا جميعا مدعوون للدفاع عنها والحفاظ على سير العمل الإداري والتنشيطي المنظم داخلها وفق التراتيب والقوانين. وعلينا بالتقيد بمناشير العمل الإداري في التوقيت وفي المحافظة على إستقلالية المؤسسة في تناغم مع وزارة الإشراف حاليا وما على جميع المتعاملين معها إلا احترام ذلك والتنسيق مع الإدارات القائمة على هذه المؤسسات. ولقد كان من الأجدى من الجمعيات والأحزاب وبعض دعاة الثقافة والفكر التحرري العمل على تقديم مشاريع وبرامج ثقافية تساهم في تأسيس وترسيخ ثقافة الإعتدال والتسامح والحوار والمصالحة والتعاون مع إطارات التنشيط الثقافي بدور الثقافة على نشرها وتجسيدها من خلال النوادي والورشات والبرامج الثقافية وعندها سنرتقي بالثقافة الوطنية ونجسد مفهوم المواطنة وأخلاقيات النضال الحقيقي. كما دعا البيان وزارة الإشراف والسلط الجهوية والهياكل التابعة الى أهمية إعلام ودعوة الأحزاب والجمعيات والمنظمات وجميع التنظيمات والمثقفين والمبدعين ورجال التربية وجميع المتعاملين مع دور الثقافة بوجوب التنسيق مع مديري مؤسسات دور الثقافة واحترام التراتيب الإدارية لهذه المؤسسات مع ضرورة احترام استقلالية هذه المؤسسات وعدم استغلالها للتوظيف السياسي وتسويق البرامج التعبوية والانتخابية والدعائية. ودعا البيان المنتمين الى القطاع حضور الوقفة الاحتجاجية التي تنظمها النقابة اليوم تحت إشراف الإتحاد العام التونسي للشغل.