مباشرة بعد صدور قرار اللجنة الوطنية للاستئناف القاضي بالغاء العقوبات المسلطة من طرف الرابطة المحترفة لكرة القدم على مستقبل المرسى ،وإقرار انتصار الاولمبي الباجي بنتيجة (2 1) على خلفية الأحداث التي جدت بملعب باجة في اللقاء الذي جمع الفريقين لحساب الجولة الثانية لمرحلة الاياب ،أعلن السيد عماد الهدار عن استقالته من رئاسة اللجنة الوطنية للاستئناف . وقد تباينت الاراء حول سبب هذه الاستقالة وخلفياتها . فهناك من أرجعها الى عدم رضاه على قرار اللجنة ،وهناك من اعتبرها بمثابة الاحتجاج على تشريك السيد محمد الرياحي في اجتماع اللجنة وهو الذي ترأس سابقا مستقبل المرسى ،وهناك من ذهب في اعتقاده أن السبب هو غيابه أصلا عن الاجتماع . أما الحقيقة فهي لا تتمثل في «غيابه» عن الاجتماع ،وإنما في «تغييبه»عنه ،وهناك طبعا فرق شاسع بين الغياب والتغييب . فماذا حصل بالضبط ؟ الذي حصل ان عماد الهدّار تلقى يوم الخميس الماضي اشعارا من الرئيس الجديد للجامعة انور الحداد بوجوب اجتماع اللجنة في اليوم الموالي للبت في استئناف مستقبل المرسى ،وقد قام باتصالات في الغرض لعقد الاجتماع قبل الزوال ،الا انه اضطر لتحديده على الساعة الثالثة بعد الظهر باعتبار ان الطاهر اليفرني له التزامات مهنية في الصباح . وعندما همّ عماد الهدار بالتوجه يوم الجمعة الى العاصمة ،ما راعه لمّا كان على متن سيارته وعلى مقربة من مدينة المنستير ،إلا وهناك من يهاتفه ليعلمه بصدور قرار لجنة الإستئناف في غيابه . وطبعا فقد تقبّل المسألة باستغراب واندهاش وكاد لا يصدق ما سمعه ،لولا ان جاءه الخبر اليقين الذي أفاده بأن الاجتماع قد انعقد فعلا في غيابه بحضور السادة الطاهر اليفرني ومحمد الرياحي وطارق بوصرصار ومصطفى الشقطمي (مقرر اللجنة) ،فأيقن وقتها انه استهدف الى عملية مغالطة الغاية منها تغييبه عن الاجتماع لغاية في نفس يعقوب ،فما كان منه الا ان سارع بتقديم استقالته ،حتى لا تكون رئاسته للجنة صورية .