محسن الزغلامي يخطىء وزير الداخلية السابق السيد فرحات الراجحي - بالتأكيد - اذا ما اعتقد ولو لحظة - وهو يدلي بحديثه الصاخب - سياسيا وأمنيا - لموقع "سكندالي" الالكتروني على شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" - بأن الرأي العام الوطني سوف لن يهتز اهتزازا لما جاء في حديثه ذاك أو أنه سيمر عليه مرور الغافل اللامبالي... يخطىء - لا فقط - لخطورة ما اشتملت عليه تصريحاته تلك من معلومات واحالات وانما أيضا لأن السيد فرحات الراجحي يكون وقتها قد فاتته حقيقة ثابتة مفادها أن الشعب التونسي بمختلف قواه الوطنية لا يزال - وسيبقى - في حالة يقظة تامة بل و"استنفار" كامل من أجل التصدي لأية محاولة جبانة للالتفاف على ثورة 14 جانفي المجيدة التي صنعها بنضالاته وبدماء شهدائه... كما يخطىء - أيضا - وبنفس القدر كل من لا يزال يتوهم أن تونس ما بعد ثورة 14 جانفي الشجاعة هي نفسها تونس ما قبل هذه الثورة وأنه بامكانه أن "يتلصص" أو أن يتطفل على هذه الثورة أو أن يعيد - ومن وراء الستار - لعب أدوار قذرة سبق له أن لعبها على عهد دولة المجرم بن علي والتي لم تعد على الدولة والناس والمجتمع سوى بالوبال والفساد والصراعات... فتونس اليوم ، التي هي تونس الثورة الشعبية المظفرة بلد واضح المعالم لا تخفي ساحتها السياسية أية "أنفاق" أو سراديب يمكن لأي كان - وتحت أي غطاء أو دعوى - أن يتسلل منها كاللص اما ليصفي حسابات قديمة مع بعض الأطراف والأشخاص أو ليمارس "مهمات" أو ليضطلع بأدوار لم يخوله أحد الاضطلاع بها... فالشهداء الأبرار الذين لم تجف بعد دماؤهم لا تزال عيونهم الحالمة بدولة تونسية مدنية متحضرة وديمقراطية لا اقصاء فيها ولا ظلم ولا تهميش لأي فريق من التونسيين مفتوحة بالكامل تحرس هذه الثورة المجيدة وتدافع عن نقاوتها وطهرها وعظمة أهدافها... تونسالجديدة هذه التي قطعت مع الديكتاتورية والفساد وحكم "الشلل" والعصابات ومراكز القوى هي التي يجب أن يتقي الله فيها كل أبنائها وأن يتكاتفوا من أجل انجاح ثورتها والوصول بها الى بر الأمان بعيدا عن أية حسابات ضيقة ايديولوجية كانت أو حزبية أو جهوية...