عواصم وكالات داهمت قوات الأمن السورية المنازل بحثاً عن قادة الاحتجاجات في قرى بانياس معتقلة عشرات الأشخاص بينهم مثقفين. يأتي هذا فيما دعت المعارضة إلى ما سمتها «جمعة الحرائر». وأفادت منظمة حقوقية أمس، أن قوات الأمن السورية داهمت قرى بالقرب من مدينة بانياس الساحلية واعتقلت العشرات، فيما واصلت حملة الاعتقالات في بانياس نفسها ولا سيما في صفوف المثقفين والكوادر العليا. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «أن الجيش والأجهزة الأمنية داهموا صباح أمس، قريتي البيضا والقرير المجاورتين لبانياس حيث اعتقلوا عشرات الأشخاص». وأضاف المرصد أن «حملة الاعتقالات استمرت في بانياس «واستهدفت بشكل خاص المثقفين والكوادر العليا»، مؤكدا «اعتقال المحامي جلال كندو». وتبحث السلطات الأمنية في بانياس عن قادة الاحتجاجات الذين لم يتم اعتقالهم بعد.
جمعة الحرائر
وكان رئيس المرصد رامي عبد الرحمان أفاد أمس الأول، لوكالة فرانس برس بان «مدرعة تمركزت في الساحة الرئيسية التي تجري عادة فيها المظاهرات في بانياس» التي دخلها الجيش السبت بالدبابات لقمع حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. كما قال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا إن 13 شخصا قتلوا في مدينة الحارة أمس الأول، على بعد نح و60 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة درعا. وأضاف أن أغلبهم سقطوا عندما قصفت الدبابات أربعة منازل بينما قتل طفل وممرضة في إطلاق نار. وقدت دعت نداءات على مواقع التواصل الاجتماعي»فيسبوك» إلى التظاهر الجمعة في أطلق عليها اسم «جمعة الحرائر».
توعد غربي ورفض صيني
دوليا، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان واشنطن والدول الحليفة تبحث سبل زيادة الضغوط على سوريا لاجراء اصلاحات. وقالت كلينتون التي تزور غرينلاند لاجراء محادثات مع وزراء خارجية دول تشترك في المنطقة القطبية الشمالية ان عزلة الرئيس السوري بشار الاسد تتزايد. وقالت بعد اجتماع مع وزير الخارجية الدنماركي «سنحمل الحكومة السورية المسؤولية.» وأضافت «الولاياتالمتحدة والدنمارك وحلفاء آخرون سيبحثون سبل زيادة الضغوط.» إلى ذلك، لم تستبعد كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي توسيع العقوبات على سوريا لتشمل الرئيس بشار الاسد. وقالت اشتون للاذاعة النمساوية في مقابلة أذيعت أمس «الرئيس الاسد ليس على القائمة لكن هذا لا يعني أن وزراء الخارجية لن يعودوا الى هذا الموضوع.» وكانت حكومات دول الاتحاد الاوروبي قررت ألا تشمل العقوبات الرئيس السوري في الوقت الحالي في خطوة قال دبلوماسيون انها تهدف الى فرض اجراءات عقابية تدريجية. وأضاف دبلوماسيون أن الاسد الذي يواجه أخطر تحد لحكمه الممتد منذ 11 عاما قد يواجه عقوبات من الاتحاد الاوروبي قريبا. من جهتها، قالت الصين ان العالم الخارجي يجب ألا يتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا بل يساهم «بدور بناء» في مساعدة دمشق على العودة الى السلام والاستقرار. وقالت جيانغ ي والمتحدثة باسم الخارجية الصينية في افادة صحفية معتادة «سوريا دولة مهمة في الشرق الاوسط. نعتقد أيضا أن العالم الخارجي يجب ألا يتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا لتفادي اضافة عوامل معقدة. نأمل أن يلعب المجتمع الدولي دورا بناء في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط.