عواصم وكالات قال شهود عيان أن آلاف المواطنين تدفقوا على عدة مدن سورية بعد صلاة الجمعة للمشاركة في مظاهرات ضد النظام السوري في ما أطلق عليه «جمعة الحرائر»، فيما أشار شهود عيان آخرين إلى سقوط قتيل في حمص وأن 1400 سوري نزوحوا إلى لبنان منذ شهرين، في وقت أشارت فيه الأممالمتحدة إلى عدد قتلى السوريين في الإحتجاجات بلغ 850 شخصا، في المقابل أعلن نظام بشار الأسد أن الجيش بدأ في الإنسحاب من مدينة بانياس مبديا استعداده لحوار وطني شامل، فيما انتقدت أنقرة المجازر التي قامت بها دمشق في حق مواطنيها. وقال شاهد في حماه التي سحق فيها الجيش السوري انتفاضة عام 1982 «انا اتحرك وسط حشد كبير.» كما تحدثت شخصية كردية معارضة عن احتجاجات ضخمة في المنطقة الكردية بشرق سوريا. وقال شاهدان ان مظاهرات محدودة حدثت في حي برزة في دمشق وضاحية سقبا حيث ردد المتظاهرون هتاف «نريد تغيير النظام». وقتل متظاهر أمس، في حمص برصاص اجهزة الامن السورية خلال تفريق تظاهرة، كما اعلن ناشط في المدينة. وقال الناشط الذي طلب عدم كشف هويته «سقط قتيل في حمص حين اطلقت قوات الامن النار لتفريق احدى التظاهرات». واوضح المصدر «القتيل يدعى فؤاد رجب وعمره 40 عاما. واصيب برصاصة في الرأس».
انسحاب الجيش
يأتي ذلك في وقت اعلن فيه وزير الاعلام السوري عدنان محمود في مؤتمر صحافي عقده أمس، في دمشق ان الجيش السوري «باشر الخروج التدريجي» من بانياس (شمال غرب) ومنطقتها واستكمل خروجه من درعا وريفها في جنوب البلاد. واضاف الوزير ان «الحياة الطبيعية بدأت تعود الى هذه المناطق ويمارس المواطنون حياتهم الاعتيادية». وقال محمود ان سوريا ستجري «حوارا وطنيا» في انحاء البلاد خلال الايام القادمة بعد حوالي شهرين من الاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الاسد.
حركة نزوح إلى لبنان
ميدانيا كذلك، ذكرت وكالة «فرانس برس» أنه «سُجِّلت أمس، حركة نزوح كثيفة من مدينتي حمص وتلكلخ ومنطقة باب السباع في سوريا إلى منطقة وادي خالد في لبنان». وأوضح مختار بلدة العماير في وادي خالد فايز العبد الله للوكالة أنه «سُجِّلت خلال اليومين الماضيين حركة نزوح عبر معبر الناعورة غير الشرعي في وادي خالد، حيث عبرت حوالي 50 عائلة سورية إلى الاراضي اللبنانية». مضيفاً: «يجري العمل على إحصاء العائلات من أجل تأمين المساعدات الانسانية»، وأكد أن «عدد النازحين الى المنطقة منذ بدء الاحتجاجات في سوريا وصل الى 1400 شخص في وادي خالد ومنطقة أكروم المجاورة». على صعيد متصل، قال روبير كولفيي المتحدث باسم مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان أمس، ان ما يصل الى 850 سوريا قتلوا في سوريا. وقال في افادة صحفية «ندعو مرة اخرى الحكومة السورية الى ضبط النفس والكف عن استخدام العنف والاعتقالات الجماعية لاسكات المعارضة».
أردوغان ينتقد الأسد
دوليا، رأى رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، أنّ ما يحصل حالياً في سوريا هو نتيجة لعدم اتخاذ الرئيس السوري بشار الأسد الخطوات الإصلاحية اللازمة في الوقت المناسب، رغم كشفه أنه أمضى أكثر من عام وهو يتحاور مع الأسد في ضرورة اتخاذ قرارات تصبّ في هذا الاتجاه، معدِّداً على سبيل المثال إلغاء قانون الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين وضرورة تعديل قانون الانتخابات والسماح بالأحزاب في سوريا. وقال أردوغان لتلفزيون «بي بي أس» الأمريكي مساء أول من أمس، إنّ الأسد «صديق جيد لي، لكنه فشل في اتخاذ قرارات في الوقت المناسب لتلبية المطالب الإصلاحية لشعبه». وردّاً على سؤال، رأى أردوغان أن الوقت لا يزال مبكراً جداً لدعوة الأسد إلى التنحّي عن الحكم، جازماً بأنّ هذا القرار «يعود إلى الشعب السوري». ورأى رئيس الوزراء التركي أن بلاده تكاد تنظر إلى ما يجري في سوريا على أنه «مسألة داخلية» تركية بسبب الحدود الطويلة المشتركة البالغة أكثر من 800 كيلومتر، والعلاقات الوثيقة بين الدولتين. وفي السياق، قال أردوغان إن «السوريين يقولون لنا إن هناك مسلحين قتلوا 5 من جنودهم و7 من الشرطة، إجابات من هذا القبيل. لكن المعلومات التي نملكها بهذا الخصوص هي معلومات مختلفة تماماً، وعدد القتلى في سوريا تجاوز الألف تقريباً». وأضاف: «أردنا من المسؤولين السوريّين أن يقدّموا مشروعاً ينال رضى شعبهم، بل وأرسلنا لهم دراسات جادّة». وكانت صحيفة «الوطن» السورية الخاصة والمقربة من السلطة هجوما على موقف تركيا من الحركة الاحتجاجية في سوريا، معتبرة ان رد فعل انقرة كان «متسرعا وارتجاليا» وان هذه الاحداث تشكل «امتحانا» مصيريا «للنموذج التركي». وقالت الصحيفة «منذ أن بدأت الأحداث الراهنة في سوريا منذ أكثر من شهر، بدا الأداء الرسمي التركي متسرعا وعلى قدر من الارتجال». وتابعت «بدا الوعظ الاصلاحي المتشاوف الذي قام به رجب طيب أردوغان من أكثر منصة ومنبر اوروبي، بدا مهندس العثمانية الجديدة أحمد داوود اوغلو قاصر الحيلة في استنباط حلول لاستعصاءات مفترضة في التعامل الصريح والواضح مع هذه الاحداث».