اندلعت مظاهرات في عدّة مدن ومناطق سورية أمس مطالبة باسقاط النظام. فيما تصدّت قوات الأمن بقوة للمتظاهرين مما أسفر عن سقوط 5 قتلى في حمص. في وقت تستعدّ الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على النظام السوري. فقد تحدّى المحتجون السوريون أمس الانتشار الأمني المكثف وحملات الاعتقال التي رافقت «جمعة التحدّي» وخرجوا في مظاهرات جديدة منادية بالاطاحة بالأسد. ونقلت وكالة رويترز عن ناشط حقوقي في حمص وسط البلاد سقوط خمسة قتلى برصاص الأمن وجرح عدد آخر في تظاهرة بحي باب السباع بالمدينة. مظاهرات واعتقالات وفي العاصمة دمشق قال شهود عيان إن المحتجين خرجوا إلى شوارع حي ميدان بعد صلاة الجمعة، مطالبين بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد . كما اعتقلت قوات الأمن المعارض السوري رياض سيف وعددا من نشطاء حقوق الإنسان أثناء المظاهرة وفق ما قالت ابنة سيف جمانة. كما نقلت وكالة «رويترز» عن شاهد عيان أن قوات الأمن أطلقت النار على بلدة التل قرب دمشق، كما نقلت عن شاهد آخر قوله إن ثلاث دبابات اتخذت مواقع قرب حي برزة في دمشق حيث دعا نشطاء الى الاحتجاج. وفي شمال شرق البلاد قال مصدر كردي إن آلاف الأكراد في مدينة العامودا القريبة من القامشلي بمحافظة الحسكة خرجوا مطالبين بالحرية السياسية مع الحفاظ على الوحدة الوطنية، حيث هتفوا «حرية.. سلمية»، و«واحد واحد واحد الشعب السوري واحد». وفي مدينة درعا أبلغ شاهد عيان «الجزيرة» أن قوات الأمن السورية فرضت حصارا مكثفا على المدينة، وأن أي أحد لا يستطيع الدخول أو الخروج. وفي مدينة حمص بوسط البلاد أكد ناشط حقوقي وجود عدة دبابات في مركز المدينة وعشرات أخرى توزعت على الأحياء الموجودة على أطراف المدينة، وسط أنباء عن إطلاق نار ووقوع إصابات. وقال الناشط في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» من مدينة حمص، طالبا عدم كشف اسمه إن «عدة دبابات دخلت المدينة وتمركزت في عدة أمكنة في مركزها». كما أشار إلى «وجود عشرات الدبابات التي انتشرت في الأحياء التي تقع على أطراف المدينة»، مثل بابا عمرو (غربا)، ودير بعلبة (شمال شرق)، والستين في حي عشيرة شرقا. ودعت الأجهزة الأمنية عبر مكبّرات صوت علقتها على شاحنات صغيرة الذين شاركوا في المظاهرات الى التوجه إلى أقسام الشرطة في أحيائهم وتسليم أنفسهم «إن لم يكونوا يريدون أن يتمّ القبض عليهم ومعاقبتهم». ودعت السلطات السكان الى عدم الخروج من منازلهم، حسب ناشط حقوقي. وبث التلفزيون السوري في وقت سابق صورا، قال إنها لانسحاب الجيش السوري من محافظة درعا في الجنوب. في حين نفت المعارضة صحّة التقارير. وأفادت معلومات للمعارضة بأنّ الجيش أعاد نشر قواته حول درعا وداخلها فيما انتشر القناصة فوق مآذن المساجد. عقوبات في الأفق في الأثناء جدّدت الخارجية الأمريكية أمس دعوتها السلطات السورية إلى انهاء العنف تجاه المتظاهرين. وأشارت إلى أنها تواصل تقييم الوضع هناك وإن كان فرض عقوبات جديدة أمرا فعّالا فستتمّ دراسته. وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر «سنواصل الضغط على نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد للكف عن تصرفه العنيف.. وندعو سوريا إلى إنهاء هذه الأفعال ضد المدنيين الأبرياء الذين يعبرون ببساطة عن تطلعاتهم لمستقبل ديمقراطي». وتحدث عن العقوبات، وقال «لا أظن أننا أقفلنا الباب أو قلنا مرة إن لا خيار آخر موجودا على الطاولة. أظن أننا سنواصل تقييم الوضع ونحن نتحرك قدماً... وإن كانت (العقوبات) مفيدة سننظر في ذلك». وتصدت الإدارة الأمريكية لاتهامات من أعضاء في الكونغرس بأنها متساهلة كثيرا مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقمع المتظاهرين بعنف.