يؤدي وزير الثقافة عز الدين باش شاوش اليوم زيارة إلى صفاقس تتواصل إلى الغد 18 ماي الجاري و تندرج في إطار فتح أبواب الحوار مع مثقّفي الجهة ووضع التصورات وطرح المقترحات العملية التي من شأنها أن تزيد من دعم الحراك الثقافي في الجهة ويعول على هذه الزيارة في طرح عدد من القضايا والإشكاليات التي تهم مستقبل العمل الثقافي بصفاقس. لقد عاشت الجمعيات الثقافية بالجهة تهميشا وعانت من عدم توفر مقرات لأنشطتها حيث كانت تضطر للتعويل على المقاهي والمنازل لعقد اجتماعاتها وتنظيم برامجها دون الحديث عن التضييقات التي شهدتها بعض الجمعيات و الممارسات التي لا ترقى لمفهوم البعد الثقافي. وتأمل الجمعيات في أن يكون لها فضاء يجمعها ويخوّل لها إمكانية إيجاد أرضية تسمح لها ببسط برامجها والتنسيق فيما بينها وعديد الأصوات تنادي بإمكانية تحويل دار التجمع بصفاقس إلى فضاء للجمعيات. ويمكن أن يقع استغلال هذا الفضاء الذي كان على ملك الحزب المنحل وتحويله إلى مركز جهوي للتوثيق أو فضاء للبحث العلمي والمخابر ومرصد جهوي للإعلام والاتصال خاصة وأن الدار تمتد على ستة طوابق وتضم حوالي ثمان قاعات خاصة بالإجتماعات وحوالي 40 مكتبا علاوة على قاعة كبرى لتنظيم التظاهرات بطاقة استيعاب تصل إلى 1500 شخص. «فندق الحدادين» مركز دولي لتقديم التراث الحرفي «فندق الحدادين» هذا الفضاء الذي نشأ مع تأسيس المدينة فكان ومنذ تاريخ بعيد قبلة القوافل التجارية ومركز مبادلات لجميع أنواع الخدمات الحرفية، واليوم لا غرابة في أن تكون هناك إرادة لإكساء هذا الفضاء الطابع الخاّص به و ضرورة انصهاره في إطار السياق العمراني الحضري على غرار تجارب ناجحة في بلدان جمعت بين الطابع الثقافي ومفهوم البناء الاقتصادي مثل فرنسا و كندا... «فندق الحدادين» بنيويا ووظيفيا يتضمّن المواصفات التي تأهّله لأن يكون مركزا دوليا لتقديم التراث الحرفي والابتكار التقليدي عن طريق عرض نماذج حية عن التراث الصفاقسي ومن ثم إعادة النظر في استغلال الفضاءات المتاحة داخل سور مدينة صفاقس و تثمين البيوت الصفاقسية التي عانت من تهميش الحرفيين لها رغم المجهودات التي اتخذت في هذا الشأن إضافة إلى العناية بعدد كبير من المعالم الدينية كالجامع الكبير وجامع بوشويشة و مقام سيدي بلحسن الكراي وكل من مقام أبو إسحاق الجبنياني وسيدي مهذب وسيدي مخلوف الشرياني إلى جانب القصبة و برج النار وكل من سوق الربع وسوق الكامور. ويمكن ل»فندق الحدادين» وبالتعاون بين وزارة الثقافة ووزارة التجارة والصناعات التقليدية أن يكون حاملا المواصفات التي من شأنها أن تعكس البعد التنموي وأن ينهض بقطاعات ترتكز على مبدإ الاقتصاد العائلي. ويعول سكان صفاقس على أن تكون هذه الزيارة مثمرة خاصة وأن الوزير يعرف جيدا الجهة وسبق له أن اهتم بموقع تبرورة في دراسة تعتمد على النقائش والنصوص التاريخية.