ثمنت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي والاصلاح السياسي "الدور البطولي للجيش الوطني وقوى الأمن الوطني" ودعت مكونات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى الوقوف صفا واحدا امام التهديد الخارجي الذي يحاول المساس بالوحدة الوطنية. وحثت الهيئة في بيان اصدرته يوم أمس بعد اجتماع عاجل دعا إليه عياض بن عاشور رئيس هيئة تحقيق أهداف الثورة امس الأول التونسيين على ضرورة اليقظة ومد يد العون لقوى الجيش والأمن، وذلك على اثر كشف مخطط ارهابيين تفطن لهم مواطنو الروحية من ولاية سليانة وافضت إلى استشهاد ضابطين في الجيش الوطني بعد ملاحقتهم وتبادل لإطلاق النار أفضى لقتل اثنين منهم وفرار ثالث. في ما يلي نص البيان بعد تعديله: "على إثر الأحداث الخطيرة التي شهدتها بلادنا في المدة الأخيرة والتي بينت المخاطر الجمة التي تحف بمسار الانتقال الديمقراطي المنشود وتعدد الأطراف الداخلية والخارجية المتربصة بثورة شعبنا. وأمام مظاهر العنف والارهاب الذين طالا قوى جيشنا وأمننا البواسل وباتا يهددان كل أفراد الشعب فإن الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي إذ تترحم على أرواح جنودنا الذين سقطوا شهداء دفاعا على سلامة البلاد: المقدم الطاهر العياري والرقيب أول الحاجي وتستنكر بقوة الاعتداء الآثم على بلادنا، فإنها تشدد على تثمينها الدور البطولي للجيش الوطني والقوى الأمنية وتهيب الحكومة ان توفر لهم افضل الظروف وتضع جميع الإمكانيات لكي يقوموا بدورهم في الذود عن الوطن في هذا الوقت العصيب. كما تدعو الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي جميع قوى مجتمعنا من احزاب ومنظمات وجمعيات ووسائل اعلام الى الاضطلاع بدورهم في الوقوف صفا واحدا امام التهديد الخارجي الذي يحاول يائسا المساس بالوحدة الوطنية وإجماع التونسيين على المضي قدما في بناء مؤسساتهم الديمقراطية. كنا تحث جميع التونسيات والتونسيين على ضرورة اليقظة والتعاون ومد اليد إلى مختلف المؤسسات التي تذود على سلامة الوطن من جيش وامن داخلي على غرار ما تحلى به مواطنو الروحية صبيحة الأربعاء 18 ماي 2011 من روح وطنية عالية وكذلك رص الصف الوطني بما يدعم مناعة الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية." دقيقة صمت ام تلاوة الفاتحة.. تجدر الإشارة إلى أنه وقبل قراءة عياض ين عاشور نص البيان المقترح طلب من اعضاء الهيئة الوقوف دقيقة صمت ترحما على ارواح الشهداء من الجيش الوطني الذين سقطوا دفاعا عن الوطن في منطقة الروحية، لكن بعض اعضاء الهيئة خيّر تلاوة الفاتحة عوضا عن دقيقة الصمت..ما دفع أحد اعضاء الهيئة الى انتقاد الفريق الذي قرأ الفاتحة عوضا عن دقيقة الصمت.. !!؟ مثيرا بملاحظته الشكلية تلك استغراب البعض واستهزاء البعض الآخر.. حداد وطني..وتسمية اللأسماء بمسمياتها ورغم أن معظم اعضاء الهيئة كانوا على وفاق بشأن النص المقترح من رئيس الهيئة إلا أن بعضهم اصرّ على مناقشة البيان واقتراح تعديله من ذلك أن رضا بوزريبة (اتحاد الشغل) اقترح يوم حداد وطني على شهداء الجيش الوطني، فيم دعا نور الدين البحيري إلى أهمية الإشارة إلى التهديد الخارجي اضافة إلى التهديد الداخلي. واقترح محمد لخضر تنظيم تظاهرة وطنية للتنديد بالإرهاب والعنف وبالمخاطر الخارجية والداخلية التي تهدد الثورة، وطالب آخرون مثل نورة البرصلي ومحمد جمور ان يتضمن البيان موقفا واضحا من مما اسماه اعتداءات حلف الناتو على لبيبا، وتكوين لجنة تحقيق في العملية. وطالب بعض اعضاء الهيئة بتسمية الأطراف التي تقف وراء المحاولة الارهابية باسمائها مثل فوزي الهضباوي الذي قال إن العملية تتمثل في تهديد داخلي قام بها تونسيون وهي مجموعة سلفية جهادية وجب تسميتها باسمها الحقيقي مقترحا ادانة كل موقف سياسي يمكن ان يبرر بشكل من الأشكال الارهاب. وقالت صوفية همامي إن خطر الارهاب قادم من الجزائر في إشارة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يتخذ موطئ قدم له في الصحراء الجزائرية. ودعا سمير ديلو إلى ضرورة التأكيد على أن تحترم جهود مكافحة الإرهاب القانون مع تحقيق جدي وشفاف حول ما حصل في الروحية. ودعا مصطفى التليلي إلى الكف عن الحديث عن "فزاعات" لأن ما حصل يؤكد فعلا وجود تهديدات خارجية. وقالت لمياء فرحاني إن الحادثة تعطيي صورة عن ما يمكن ان يحدث في صورة تأجيل الانتخابات المقررة ليوم 24 جويلية المقبل.