في اول خطاب له موجه الى الشعوب العربية، طرح الرئيس الامريكي باراك اوباما أمس رؤيته للشرق الاوسط في اعقاب التطوّرات الكبيرة التي شهدتها وتشهدها المنطقة مثل مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن ومواقف الادارة الامريكية من الاحداث التي تشهدها دول مثل ليبيا وسوريا واليمن والبحرين والتغيير الذي شهدته كل من مصر وتونس وملف السلام في الشرق الاوسط والملف الايراني. وقال اوباما ان «زعيمين في المنطقة قد تنحيا» في اشارة الى الرئيسين المخلوعين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي وزعماء، وأن «آخرين قد يلحقون بهما». واضاف ان حكومته ستساعد البلدين على استعادة الاموال التي تم نهبها خلال حكميهما. واشار الى ان شرارة التحول انطلقت من اشعال التونسي محمد بوعزيزي النار بنفسه احتجاجا على القمع والظلم فانطلق الآلاف الى الشوارع مقاومين الرصاص والاعتقال الى ان رحل الحاكم الذي حكم لمدة عقدين من الزمن. واضاف ان الشباب في منطقة الشرق الاوسط محرومون من ابسط حقوقهم مثل حرية التعبير وتقرير مصيرهم والعديد من زعماء المنطقة يحمّلون الخارج اسباب فشلهم والقمع الذي تتعرض له شعوب المنطقة. ومضى يقول ان المنطقة تشهد منذ اشهر قليلة بروز اصوات واجيال شابة مصممة على نيل حقوقها والشعوب مصممة على نيل حقوقها وحققت شعوب المنطقة انجازات خلال ستة اشهر فقط والعديد من التغييرات قادمة. ودعا اوباما الرئيس السوري بشار الاسد الى المبادرة بتحول ديمقراطي جدي ووقف الاعتقالات واطلاق النار على المتظاهرين واطلاق سراح السجناء او التنحي عن السلطة وحذره من مواجهة مزيد من العزلة اذا استمر في نهجه الحالي.وشبه تعامل السلطات السورية مع المتظاهرين في سورية بتعامل السلطات الايرانية مع احتججات عام 2009. واتهم طهران بممارسة سياسة منافقة اذ تعلن دعم الاحتجاجات في الخارج فيما تقمع المتظاهرين في الداخل. ودعا الى حوار حقيقي بين السلطة والمعارضة في البحرين داعيا الحكومة الى خلق الظروف المناسبة لهذا الحوار. وطلب من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تنفيذ تعهداته بنقل السلطة. واعرب اوباما عن استعداد بلاده للوقوف الى جانب شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا للبدء بتحول سياسي يحقق الديمقراطية والتنمية لخلق مزيدا من فرص العمل للاجيال الشابة في هذه المنطقة وعن اجراءات لترسيخ التحول الديمقراطي الذي شهدته كل من مصر وتونس. وحول الملف الفلسطيني قال ان الوضع الحالي غير قابل للاستمرار ولا تخدم مصلحة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي داعيا الطرفين الى المبادرة لتحقيق السلام الذي لا يمكن فرضه عليهما من قبل اي كان. واوضح ان السلام يكون على اساس دولتين لشعبين تعيشان جنبا الى جنب وهو اساس الحل، دولة فلسطينية قابلة للحياة ودولة اسرائيل على اساس حدود 1967 مع امكانية تبادل للاراضي باتفاق الطرفين.