ألقت أراء الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الضوء على الانتقاد الموجه للسياسة الأمريكية تجاه قادة الدول العربية الذين كانوا يحاولون دائماً التخفي وراء أفعالهم ضد حقوق الإنسان، فيما أكدت آراء اليوم أن ليبيا على شفا حفرةٍ من حرب أهلية كبيرة بسبب الثروة النفطية بها، كما ألقت أراء اليوم الضوء على السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط والاختلافات الواضحة بين سياسة الرئيس أوباما والرئيس السابق جورج بوش الابن. سرداب القذافي
وحول السرداب السري الذي أقامه الزعيم الليبي معمر القذافي في أحد الفيلات التي سيطر عليها بالقوة ذكر الكاتب "روجر كوهين بصحيفة نيويورك تايمز" أن المخبأ السري للقذافي الذي أنشأه القذافي يوجد على عمق أكثر من20 مترا تحت الأرض يوجد وهو مخبأ مصمم للهروب والاختباء فيه في حالة الهجوم النووي أو الهجوم بالأسلحة البيولوجية أو الكيماوية والغازات السامة ومصمم للبقاء به لمدد طويلة، وتابع الكاتب أن قوات الثوار هي من اكتشفت المخبأ حسبما ذكره محمد مدير شركة أنابيب النفط في ليبيا.
وتابع الكاتب أن كل ما يمر به القذافي حالياً يؤكد على أن الرجل الذي قاد ليبيا لمدة 42 عام كان دائماً ما يفكر في أنه سيواجه هذا المصير يوماً ما لذا يجب عليه أن يعد كافة الوسائل المناسبة لكي يحافظ على سلامته وأمنه هو وعائلته، وقال الكاتب أن القذافي دائماً ما يخشي مواجهة شخصاً ما يبعده عن الأكذوبة التي كان يعرضها بشكل يومي والمتمثلة في موحد القومية العربية وأفريقيا.
القذافي - الكتاب الأخضر وتابع الكاتب إنه لشيء غريب أن نجد مثل هذا الرجل الذي كان دائماً ما يشير إلى أنه لا يمثل رئيس البلاد، بل زعيمها ينفصل حالياً عن سلطته التي كان دائماً ما يستعرض بقوته فيها، فهو لا يمثل زعيماً بل ديكتاتوراً وطاغية.
من جانبها ذكرت الكاتبة "فيفين ولت" على مجلة التايم الأمريكية أن عدد من المسئولين التابعين للقذافي أكدوا مقتل ابن القذافي الأصغر "سيف العرب " 29 عاماً خلال أحد الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف بالقرب من منزل القذافي، وتابع الكاتب أن الهجوم الذي أمر به أحد مسئولي حلف شمال الأطلسي أخطأ القذافي وأكد الكاتب أن ذلك يمثل انتهاكاً للقوانين الدولية التي تنص على عدم محاولة اغتيال أي زعيم.
وتابعت الكاتبة أن البلاد التي تشهد حالياً أزمة سياسية كبرى بدأت تتهاوى نحو النزاع الأهلي وأنها على شف حفرةٍ من اندلاع حرب أهلية بسبب القوة النفطية والاقتصادية بها بدلاً من الالتفات إلى سرعة إسقاط حكم القذافي الذي ظل إلى الآن في حكمه حتى نحو 42 عاماً، واستشهدت الكاتبة على ذلك من خلال محاولات تخريب السفارة الإيطالية في طرابلس وحرق السفارة البريطانية وفقاً لما أكده مسئول بوزارة الخارجية البريطانية في لندن.
وأكدت أن مسئولي الحكومة الموالية للقذافي وكبار المسئولين في شرق ليبيا تبادلوا الاتهامات حول شن الهجمات على السفارتين.
وانتقد الكاتب دور كل من الولاياتالمتحدة وأوربا حيث كانوا لا يعتقدون أن مثل تلك الأمور ستحدث لديكتاتوريين مثل القذافي، مبارك، وبن على أو أي لصوص وقتلة آخرين مم يقودون دفة دول الشرق الأوسط، فبعضهم ذهب من دون رجعه والبعض الآخر لا يزال يذبح شعبه مثلما نشاهد في ليبيا أو في سوريا أو حتى اليمن.
وأكد الكاتب أن اعتقاد قادة الولاياتالمتحدة وأوربا كان خاطئا حيث رأوا دائماً أن هؤلاء القادة لن يستمروا في حكمهم، إلا أن الأمور ثبتت عكس ذلك قد اتضح خلال الأيام الماضية، أنهم لا يزالوا يبغون في السيطرة على الحكم.
وتابع الكاتب أن قادة الدول العربية كانوا دائماً ما يتملكهم جنون العظمة ويسيطر عليهم فكرة السيطرة على مصائر شعوبهم فدائماً ما كانوا يقتنعون ببقائهم في السلطة، وانتقد الكاتب سياسة الولاياتالمتحدة التي كانت تنتهجها مع هؤلاء الحكام المستبدين، وأضاف أنه كان أمراً يثير للسخرية أن تضع الولاياتالمتحدة على رأس جدول أعمالها قضايا مثل مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان، وتضع الحقوق العربية في أخر ما تهتم به والذي كان دائماً ما يخدم مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة من شركات النفط وغيرها بالإضافة إلى إدراكها أنها بذلك تخدم الحليف الأمريكي الأول لها في المنطقة وهو إسرائيل.
أموال أمريكية لدعم الديمقراطية
معمر القذافى وحسنى مبارك وتابع الكاتب أنه من الطبيعي أن تتلقي منظمة حقوقية مصرية دعم الولاياتالمتحدة أو حتى أن تتلقي تلك المنظمة دعمها من منظمة أمريكية أخرى غير حكومية، ولكن من غير الطبيعي أن تلتزم واشنطن الصمت عندما تواجه تلك المنظمة التي تتلقى دعماً أمريكياً قمعاً من السلطة التي توجد بها.
وأكد الكاتب أن عملية الإصلاح في العالم العربي كانت مجرد تناقض في اللغة، فدائماً ما كان يلجأ هؤلاء الطغاة إلى مبدأ قوانين مكافحة الإرهاب تبريراً لما يقومن به فدائماً ما كان القذافي يوجه اتهاماته اللاذعة للعديد من الدبلوماسيين الأمريكيين حيث أكد أنهم كانوا يقدمون الدعم الكامل لتنظيم القاعدة من خلال المملكة العربية السعودية.
إلا أنه مثل غيره من الدكتاتوريين ، كان مشغولا دائماً بخلق مشكلة لكي يخدع شعبه والعالم أجمع بأنه قادر على حل مثل تلك المشكلة.
وانتقل الكاتب إلى مبارك الذي رأي أنه استخدام قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كأداة يتلاعب بها ليخفي ورائها سياسته القمعية. وتابع الكاتب أنه كان أسوأ "صديق" للفلسطينيين لن ولم تري مثله فلسطين من قبل أو من بعد، وأكد الكاتب أن مبارك هو من زرع فكرة الانقسام بين صفوف الفلسطينيين. فمثله مثل القذافي وزين العابدين بن علي ، كل هؤلاء قاموا بخلق أشياء بأيديهم لكي يجملوا بها صورتهم في محاولة منهم لتضليل شعبهم والعالم.
سياسة جديدة تجاه الشرق الأوسط
مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بالكويت حاول الكاتب فريد هايت من مقاله بصحيفة واشنطن بوست أن يبرز الاختلافات الهامة بين الرئيس أوباما والرئيس السابق جورج بوش الابن وأكد أن أوباما كان يتميز بقدرته على السيطرة والصرامة في قراراته، أما بوش فيختلف عنه بأنه أكثر قدرة على التكيف.
وتابع الكاتب أنه لا يوجد أي رئيس أمريكي حتى الآن نجح في رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتخطيط أو بالتوقع في أنه سينجح في تولى السلطة الأمريكية، وأشار الكاتب إلى أن ما يميز كل رئيس عن الآخر هو قدرته على تغيير أهدافه وفقاً للظروف التي تحيط به، أو سعيه في أن يجعل تلك الظروف تتوافق مع أهدافه.
ربما لم نجد أي رئيس أمريكي ينتقل إلى الرئاسة الأمريكية بطريقة دراماتيكية أكثر من الرئيس السابق جورج بوش بعد 11 سبتمبر 2001، حيث قام الرجل الذي كان يعمل في بدايته بشكل متواضع في الداخل والخارج انتهت بغزو بلدين، من خلال الحملة التنصيرية التي شنها بوش من أجل الديمقراطية.
وقال الكاتب أن الرئيس أوباما واجه أحد تلك الأزمات أو أنه واجه فترتين تاريخيتين ذات أهمية ، وتابع أن تلك الأزمات تعد أزمات مماثلة لأزمة ضرب تنظيم القاعدة لبرجي التجارة العالمي والبنتاجون.
كان أول تلك الفترات هو خطر الكساد الاقتصادي بالولاياتالمتحدة وتهديد النظام المالي بها، وتابع الكاتب أن أوباما استطاع أن يتغلب على تلك الأزمة باقتدار واستمر في عمليات الإنقاذ التي بدأها الرئيس بوش الذي كان يسبقه، من خلال توسع قدرة شركات السيارات وغيرها.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتابع الكاتب أن أوباما لم يسمح بالأزمة المالية التي اصطدم بها فور توليه الرئاسة أن تعيد تشكيل أولوياته، وبدلاً من ذلك قام بإعادة تجميع كافة المشاكل والتي كان منها "إصلاح الرعاية الصحية – المدارس – الطاقة، الأمر الذي رآه أوباما أنه أمراً ضرورياً لإصلاح اختلالات الأزمة المالية.
كما أكد الكاتب أن سياسة أوباما تجاه عملية الإنفاق تهدف إلى وضع التدابير اللازمة من أجل تحفيز الاقتصاد الأمريكي.
وتابع الكاتب أن أوباما يواجه حالياً قضية أخرى تمثل أهمية أقل للمواطن الأمريكي، إلا أنها قضية مهمة على المستوي التاريخي وهي الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الكاتب أن مستشار الرئيس أوباما لشئون الأمن القومي "توماس دونيلون" أكد لأحد الكتاب بصحيفة واشنطن بوست أن البيت الأبيض يقر بالتظاهرات التي وقعت في العالم العربي مؤكداً أنها حدث تاريخي، وقال أن الأمر يماثل انهيار الإمبراطورية العثمانية التي وقعت خلال وقت سابق أو نهاية الاستعمار الغربي في منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية.