في خضم ما تشهده المنطقة العربية من زخم تسبب فيه ربيع الثورات التي امتدت مغربا ومشرقا عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة باتفاق مصالحة بين فتح و حماس أعاد جذوة الأمل للفلسطينيين وأثار ردات فعل دولية وإقليمية بين مرحب بهذا الإتفاق على غرار روسيا والإتحاد الأوروبي و بين مستنكر، راغب في استمرارالصراع بين الفصيلين الأكثر تأثيرا في الساحة الفلسطينية على غرار الولاياتالمتحدة وحليفتها إسرائيل. «الأسبوعي» ارتأت الإتصال بمسؤولين من كلا الفصيلين وهما أسامة حمدان؛ ممثل حماس والناطق باسمها في لبنان وعزام الأحمد ؛ رئيس كتلة فتح النيابية في المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو اللجنة المركزية للحركة لاستطلاع آرائهما حول هذا الإتفاق والمواقف والأحداث الإقليمية والدولية فكان لنا معهما الحواران التاليان.
أسامة حمدان ممثل حماس والناطق باسمها في لبنان خطاب نتنياهو كان مفاجئا لمن راهن على التفاوض مع الاحتلال يؤكد ممثل حماس والناطق باسمها في لبنان ان اتفاق المصالحة يؤثث لمرحلة جديدة وانه سيتمخض عنه انتخاب مجلس وطني فلسطيني من خلال الشعب وما يعتمده يلزم الجميع. وأضاف في حديث ل « الاسبوعي « مباشرة من بيروت ان الثورات العربية ستزيد من قوة الموقف الفلسطيني. والاسرائيليون ينظرون بقلق شديد ويحاولون التقليل من تاثيرها على القضية الفلسطينية. كيف ترون مستقبل القضية الفلسطينية بعد المصالحة التي تمت بين حماس وفتح وهل تعتبرون ان هناك تهديدا لاستمرارها في ظل اختلاف بين الحركتين حول طريقة التعامل مع اسرائيل ؟ -نعتقد ان اتفاق المصالحة يؤثث لمرحلة جديدة تمهد لإنشاء دولة فلسطينية. فالمصالحة سيتمخض عنها انتخاب مجلس وطني فلسطيني منتخب من طرف الفلسطينيين حيث سيمثل قيادة جديدة للشعب الفلسطيني تقدم برنامجها السياسي الذي سيلزم الجميع. واعتقد انه وفي ظل التطورات الراهنة ان الأسلوب الطبيعي للتعامل مع إسرائيل هوالعودة للعمل المسلح. والتطورات على الصعيد الاقليمي تؤكد ذلك. ما مدى تاثيرالثورات العربية على الموقف الفلسطيني ؟ -اعتقد ان الثورات العربية ستزيد من قوة الموقف الفلسطيني والاسرائيليون ينظرون بقلق شديد جعلهم يحاولون التقليل من تأثيرها على الموقف الفلسطيني و الدولي لذلك علينا ان نراعي مسألتين الأولى ان تستكمل جذوة الثورات مسيرتها بتحريرالشعوب العربية من كل أشكال المهانة مما سينعكس على القضية الفلسطينية أما الثانية فإنه من الضروري ان يتم التعامل مع الإحتلال من موقع مختلف طبقا لمسارالأحداث. أعربت بعض الفصائل الفلسطينية عن تذمرها من احتكار فتح وحماس للقرار الفلسطيني فكيف تردون؟ -ليس هناك احتكارللقرارمن قبلنا لأنه عندما كان الخلاف قائما بين حماس وفتح فقد نادت الفصائل بالتوافق وحينما حصل التفاهم حصل التذمر، وعليه فقد أكدنا اننا نريد مشاركة فلسطينية شاملة لكل الفصائل الفلسطينية التي نعتقد ان عليها ان تتحاوروان تكون طرفا في الشراكة السياسية وفي صياغة القرارالفلسطيني. ما تعليقكم على خطاب نتنياهو الأخير ونظرته للسلام؟ -لا شك ان الخطاب الذي أطلقه نتنياهولم يكن مفاجئا من خلال متابعتنا لمسار حكومة العدو. فطبيعة هذه الحكومة عدوانية. وكان مفاجئا لمن راهن على الطريقة السلمية ولمن ظنوا انهم بإمكانهم التفاوض مع الاحتلال. نتنياهوكشف تماما حقيقة الكيان الصهيوني حينما أكد انه لن ينسحب الى حدود 67 ولم ينسحب من القدس ولن ينسحب نحوغورالأردن؛ ورفض ملف عودة اللاجئين وهذا كله يعني ان لا سلام. وهوما يقتضي من الفلسطينيين إعادة تقييم الموقف وإعداد استراتيجية من أجل تحريرأرضهم بالكفاح المسلح.
د. عزام الأحمد رئيس كتلة «فتح» النيابية وعضو اللجنة المركزية للحركة ليتركنا أوباما نختارما نريد أكد المسؤول البارزفي حركة فتح عزام الأحمد أن الحركة تعطي فرصة لعملية السلام،وانها لا زالت تؤمن بأن العمل «الكفاحي» لا زال قائما. وأضاف في حديث ل « الأسبوعي» ان قضية الانقسام شكلت ضربة كبيرة أضعفت مكانة القضية الفلسطينية على الصعيدين العالمي والإقليمي وان ردة فعل اسرائيل قد اكدت دعمها للانقسام الفلسطيني. هل ستؤثر المصالحة بين فتح و حماس على مستقبل القضية الفلسطينية؟ -شكلت قضية الانقسام ضربة كبيرة أضعفت مكانة القضية الفلسطينية على الصعيدين العالمي والاقليمي وخلقت حالة من الإحباط داخل البيت الفلسطيني. وعندما تم اتفاق المصالحة قبل ان يبدأ تنفيذه على ارض الواقع خلق على الفور حالة من الفرح داخل الساحة الفلسطينية حيث خرج عشرات الآلاف الى شوارع الضفة والقطاع ومخيمات الشتات للتعبيرعن فرحتهم قبل ان يقرؤوا مضمون الاتفاق. حتى الحكومات في المنطقة العربية التي ساهمت في استمرارالانقسام أصدرت بيانات تأييد لخطوة المصالحة ، وعلى الصعيد الدولي لفت انتباهي تأييد روسيا و الدول الاوروبية. أما اسرائيل وامريكا فقد كان رد فعلهما غاضبا ومتوترا وهذا يؤكد ان اسرائيل كانت تدعم الانقسام وتعمل على الإبقاء عليه وامريكا ايضا بقيت مترددة ومتسائلة وفي النهاية انحازت الى جانب اسرائيل . ماهي تداعيات هذا الاتفاق فلسطينيا ودوليا؟ -نؤكد ان أهمية المصالحة وانعكاساتها ستكون ايجابية وان اسرائيل لن تستطيع ان تبقي على الموقف العقابي الذي تتخذه عادة تجاه القيادة الفلسطينية ولن تستطيع ان تمارس هذا الأسلوب بنفس الطريقة. ولعل قيامها بإعادة الأموال الفلسطينية التي حاولت السيطرة عليها أمام الضغط الدولي يؤكد هذه الحقيقة. وأذكرأن اسرائيل وأمريكا وحتى أصدقاء القضية الفلسطينية كانوا يقولون ان استمرار الانفصال يعني عدم امكانية التوصل الى عملية سلام وقيام دولة فلسطينية مستقلة. تختلف نظرة فتح وحماس للسلام مع اسرائيل؛ ففتح تؤمن بالتفاوض وحماس تتبنى العمل المسلح، ألا يهدد هذا الاختلاف المصالحة خاصة اذا رغبت فتح في التفاوض ورفضت حماس ذلك اواذا رغبت حماس في استئناف المقاومة ورفضت فتح ذلك؟ -ليس صحيحا. وهذه قراءة خاطئة لموقف حماس ولا أريد ان أنطق باسمها وأذكر أن هذا جزء من الدعاية الاسرائيلية التي تحاول ان تعفي نفسها من استحقاق عملية السلام. ولعل خطاب مشعل في القاهرة يوم 4 افريل الذي تكلم خلاله بكل وضوح مشددا أنه مع قيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في فلسطين عام 1967 حيث قال سنعطي للعمل السياسي فرصة ونحن لا نريد ان نحارب الآخرين وكثير من الدول تحارب وما الذي تغير؟» وكنا قد توجهنا الى العاصمة الروسية ضمن وفد من الفصائل الفلسطينية يضم ممثلين عن حركتي «فتح» و»حماس» والجبهتين الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين وحزب الشعب. وأصدرنا بيانا مشتركا في موسكو حول إقامة الدولة الفلسطينية استكمالا لنهج المصالحة الذي تم في القاهرة. حتى لافروف وزير الخارجية الروسي قال إن روسيا ستبلغ المجتمع المدني بأن اتفاق المصالحة وما تضمنه ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية . لقد مارسنا في فتح الكفاح المسلح قبل حماس ولكن في نفس الوقت أعطينا فرصة لعملية السلام وما زلنا نعتبرأن العمل المسلح لا يزال قائما. كيف تنظرون الى خطابي اوباما الى العالم العربي و»ايباك» ؟ -تحدث اوباما عن الثورات العربية وكأنه متعهدها. فليتركنا وحدنا كعرب نختار ما نريد ونقررما نريد حيث حاول ان يستخدم خطابا لينا مع العالم العربي ليغطي انحيازه المطلق لاسرائيل؛ لكنه وبعد اقل من 24 ساعة وفي خطابه الذي توجه به «لايباك»أقوى تجمع لوبي صهيوني في اميركا تراجع عما ورد في خطابه الأول. وانا استنكرأن يتكلم رئيس بهذا الأسلوب ويتراجع من دون خجل. استغربنا من ان الخطاب اللاحق للرئيس اوباما في مؤتمر» ايباك» لم يكن متطابقا مع ما قاله في الخطاب الأول» الذي أدلى به يوم 19 ماي. هل ستزيد التغيرات الحاصلة في العالم العربي من قوة الموقف الفلسطيني ؟ -أعتقد أن الثورات العربية ستعطي دفعة قوية للقضية الفلسطينية التي أصبحت أسيرة النظام العربي الرسمي والذي عبث بالشعوب العربية ومنعها من القيام بدورها التاريخي. والآن عندما اشاهد العلم الفلسطيني يرفرف في شوارع تونسوالقاهرة وصنعاء اشعرأن وهج القضية الفلسطينية قد عاد. وعندما عدنا نشاهد المظاهرات في القاهرة حول السفارة الإسرائيلية ادركت ان مصر بعد الثورة ستعيد النظرفي مواقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لصالح الحق العربي والفلسطيني وبالتالي كل هذه الأسباب تدعوني للتفاؤل.