يكتبه كمال بن يونس قرأت مثل عشرات الآلاف من القراء التونسيين الحديث الذي أجرته الصباح يوم الأحد مع المفكر والمؤرخ الكبير والكاتب والفيلسوف التونسي العملاق هشام جعيط.. جعيط تحدث كعادته بجرأة..دون حسابات ودون "روتوش " وأطلق صيحات فزع..ونداءات استغاثة بسبب " العوج" الذي يراه من حوله.. انتقد جعيط الدكتاتورية والاستبداد في عهد بورقيبة وبن علي..لكنه انتقد كذلك " الديكتاتورية الافتراضية " واضاعة وقت هيئتي عياض بن عاشور والجندوبي في الجدل حول الجزئيات وبعض التفاصيل القانونية والدستورية..عوض التعاون مع حكومة الباجي قائد السبسي التي تؤكد كل استطلاعات الرأي شعبيتها.. تساءل هشام جعيط عن " سر" وجود عدد كبير من " الخبراء التونسيين في القانون الدستوري " في العهد السابق الذي تعاقبت فيه انتهاكات الدستور..وحقوق الانسان والمرجعيات القانونية والحقوقية الاممية والدولية..ثم حذر من مخاطر " اضاعة وقت " تونس وحكومتها وادارتها في الجدل العقيم ( داخل الهيئة العليا للثورة وللانتخابات وفي وسائل الاعلام..) حول بعض المسائل الفنية والقانونية..عوض دفع الاوضاع نحو الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي واعادة الشرعية لمؤسسات الدولة عبر انتخابات تلعب الادراة دورا في تنظيمها بالتعاون مع لجنة الانتخابات.. وبنفس القدر من الجرأة والنزاهة حذر هشام جعيط من استبدال ديكتاتورية باخرى..واقصاء باقصاء مضاد..كما عاتب المثقفين الذين يميلون الى تهويل بعض المخاطر "الافتراضية "مثل " الفزاعة الاسلامية "..واعتبر ان الاهم اليوم تنظيم الاحتكام الى صناديق الاقتراع..خاصة ان كل المؤشرات القانونية تستبعد هيمنة طرف حزبي لوحدة على الغالبية الساحقة من مقاعد المجلس المنتخب.. فهل يفهم غالبية أعضاء هيئتي بن عاشور والجندوبي رسالة هشام جعيط التي تعكس وجهة تيار عريض من التونسيات والتونسيين ويبدأوا في الاستعداد قولا وفعلا للانتخابات عوض الدوران في حلقة مفرغة ؟