تتجنّد المراكز الثقافيّة الإيطاليّة بالخارج ومن بينها المركز الموجود بتونس لإنجاح الإحتفالات بمرور مائة وخمسين سنة على تحقيق الوحدة الإيطالية. ويقام بمناسبة انعقاد "ببينال البندقية 2011" جناح خاص بإيطاليا بالخارج. ويهدف هذا الجناح للتعريف بالفنان الإيطالي الذي ينشط بالخارج وقد وقع الإختيار على ثلاثة فنّانين تشكيليين إيطاليين لهم علاقة قوية ببلادنا للتعريف بأعمالهم ب"البينال" وانعقد صباح أمس بالمركز الثقافي الإيطالي بالعاصمة لقاء للتعريف بمشاركة الفنانين الثلاثة، عملية تولى السيد «لويدجي ميرولا « مدير المركز تقديمها بنفسه مشيرا إلى قيمة الحدث معلنا أن الإختيار على الفنانين التشكيليين المقيمين بتونس اعتراف بدور هؤلاء في التعريف بالثقافة الإيطالية بالخارج. حضور لإيطاليي تونس «ببينال البندقية» والطريف في الأمر أن الأعمال الأصلية المنتقاة للفنانين الثلاثة موجودة في تونس وتحديدا ببهو المركز الثقافي الإيطالي في حين أن عرضها سيكون افتراضيا بمدينة البندقية حيث ستقع مشاهدتها من خلال الفيديو. الفنانون الثلاثة هم على التوالي كل من النحّات «ماريانو» بروسكا « والفنان المختص في فن التزويق «باولو بيريّللي» والمصور الفوتوغرافي «دافيد فولبيني». يفتتح المعرض بتونس يوم 7 جوان ويتواصل لمدة شهر. وإذ كان الفنانون الثلاثة من أصل إيطالي فإن أعمالهم تعكس مدى تأثرهم بالمحيط المحلي الذين يحتكون به مباشرة وبالتالي فإن المعرض الذي سيكون مفتوحا يوميا من التاسعة صباحا إلى الرابعة بعد الزوال (يغلق خلال يوم 9 جوان فقط ) يقترح مجموعة من الأعمال نابعة من البيئة التونسية بالخصوص. وليس من الصعب أن نكتشف ذلك بالخصوص في الصّور الفوتوغرافية التي قدم فيها صاحبها المصور الفوتوغرافي»دافيد فولبيني» -الذي سبق له ان أنجز ريبورتاجات مصورة بمواقع ساخنة بالعالم برواندا مثلا والكوديفوار- وجوها نسائية من الجنوبالتونسي بكامل زينتهن التقليدية إلى جانب المواقع الطبيعية التي تبدو وكأنها أنجزت بريشة الفنان ولم تكن من فعل الآلة. أمّا النحات «ماريانو بروسكا « فإنه متأثر في عدد من أعماله بالخزف التونسي فهو يستعمل نفس المادة ونفس الآليات والتقنيات لصياغة بعض شخوصه المعروضة في بهو المركز الإيطالي حتى وإن كان الفنان يستعمل مواد أخرى كالبرونز والنحاس ونجد إلى جانب ذلك التّنصيبات التي يقترحها الفنان التشكيلي «باولو بيريللي» الذي يبدو متأثرا كثيرا بفنّ الخطّ العربي حتى وإن استعمل في أعماله الحروف اللاتينية. بعد أن تأجل مرتين الملتقى الدولي حول الوحدة الإيطالية بتونس في نوفمبر القادم وبالتوازي مع هذا المعرض الذي فتحت أبوابه أمام الإعلاميين صباح أمس قبل فتحها أمام العموم انطلاقا من يوم 7 جوان فإن المركز الثقافي الإيطالي بتونس يزمع ووفق تأكيد مديره «لويدجي ميرولا» تقديم برمجة ثقافية خلال الصائفة القادمة في بلادنا في حدود ما تتيحه الظّروف التي تعيشها تونس اليوم. قال مدير المركز أنّ إيطاليا ستكون ممثّلة في مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية ولو كان ذلك بعرض مشترك تونسي إيطالي (أربعة أصوات بين «تينور» و»باريتون «و»سوبرانو» و»ميدزو سوبرانو» إلى جانب الكورال) سيكون مهدا إلى الثورة التونسية. أما الملتقى الذي تأجل من قبل مرتين فإنه تقرر وحسب تأكيد مدير المركز الثقافي الإيطالي بتونس أن ينعقد في شهر نوفمبر القادم. وإذ يصر الرجل على تنظيم الملتقى الذي يهتم بالوحدة الإيطالية من وجهة نظر أهل الجنوب الإيطالي والذي ينتظر أن يحضرها وزير الخارجية الإيطالي ورئيس الإحتفالات بمرور 150 سنة على توحيد إيطاليا فلأن الملتقى يكشف حسب نفس المصدر قيمة الدور الذي لعبه سكان جنوب إيطاليا من أجل تحقيق وحدة تراب بلادهم كما أن عددا هاما من مهندسي الوحدة كانوا قد لجؤوا إلى تونس واشتغلوا من هناك على المهمة الصعبة. ما يذكره التاريخ أن شمال إيطاليا كان غالبا ما يبرز على حساب جنوب البلاد وهو ما يسعى الملتقى إلى تصحيحه. تملك تونس كذلك حسب ما فهمنا وضمن الأرشيف القديم وثائق مهمة على تاريخ إيطاليا وخاصة فيما يتعلق بالوحدة وهو ما ينتظر أن يكشف عنه نفس الملتقى المنتظر. لم يكن «لويدجي ميرولا» صباح أمس على علم بإعلان وزارة الثقافة في تونس عن التمسك بموعد المهرجانات الدولية لا سيما منها قرطاج والحمامات لذلك قال بنفس المناسبة أنه في انتظار تأكيد الخبر حتى يعلن عن المشاركة الإيطالية في هذه المهرجانات.