الاحتفالات أرجئت إلى أفريل وتبادل الأدوار بين المسرح البلدي والأكروبوليوم كان من المفروض أن تتمّ احتفالات المركز الثّقافي الإيطالي بتونس بمرور 150 سنة على توحيد إيطاليا في شهر جانفي المنقضي لكن الأحداث التي شهدتها بلادنا في شتاء هذا العام والتي توّجت بانتصار الثّورة الشعبيّة دفعت إلى تأجيل الأمر إلى أفريل أي إلى حين ظهور بوادر تدلّ على استعداد التونسييّن للعودة للحياة العامة وتجدّد الرغبة في ارتياد المسارح والمشاركة في التّظاهرات الثقافية عموما. ويبدو أنّ رياح الثورة الإيجابيّة التي هبّت على تونس قد مسّت غيرنا وبشكل إيجابي كذلك وهو ما أعلن عنه السيد «لويدجي ميرولا « مدير المركز الثقافي الإيطالي صباح أول أمس في لقائه مع جمع من الإعلاميين التونسيين حول الموعد الجديد للإحتفال بنفس الحدث. قال المسؤول الإيطالي أنّ الثورة التونسية جعلت المركز والعاملين به يشعرون بنعمة الحرية, تلك الحريّة التي تجعلهم لا يتردّدون في تنظيم تظاهرات ثقافية وفنية تتغنى بالحريّة وحقوق الإنسان وندوات فكريّة تخوض في قضايا تتعلق بالديمقراطية ومقاومة الديكتاتورية والحكم المطلق على غرار الملتقى العلمي الذي ينتظر أن ينتظم قريبا بمدينة العلوم بتونس حول توحيد إيطاليا من وجهة نظر سكان الجزء الجنوبي للبلاد. الكلمة لأهل الجنوب من البلاد ويشارك في الملتقى الذي يتواصل كامل يوم الثلاثاء 19 أفريل المقبل عدد من الجامعيين والمؤرخين من جامعات تونس وإيطاليا. وإذا كان الملتقى يتعرض للوحدة الإيطالية التي تحققت منذ 1861 فإنه يهم تونس بشكل مباشر ذلك أن الإيطاليين الذين فرّوا إلى بلادنا في بداية القرن التاسع عشر أسّسوا انطلاقا من تونس مشروعهم المنادي ببناء إيطاليا الجديدة على اساس الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان طبعا إلى جانب المطلب الأساسي الذي كان يتمثل في تحقيق وحدة إيطاليا. كانت التظاهرة قد أعدّت وفق السيدة «سيلفيا فينزي» الجامعية وإحدى الإيطاليات من سلالة الإيطاليين الذين هاجروا إلى تونس من منطقة الجنوب وبقي الكثيرون من أبنائهم يواصلون الإقامة في بلادنا استنادا إلى منطق ما قبل الثورة. كانت أشغال الملتقى الدولي ستدور حول خيوط الوصل بين هؤلاء الإيطاليين والمصلحين التونسيين في القرن التاسع عشر أما اليوم وحسب نفس المصدر فإن الأمور تغيرت شكلا ومضمونا وبالتالي فإن الباحثين المشاركين في الملتقى سيدعون لطرح قضايا تحرّر الشعوب من الديكتاتورية والحكم المطلق. ولعله من المفيد الإشارة إلى أن أصدقاءنا الإيطاليين قد وعدوا بحدث هام بمناسبة نفس الإحتفالات. فمن المنتظر أن تحل بيننا أوبيرا روما لإحياء حفل كان مبرمجا في البداية للمسرح البلدي بالعاصمة ثم تم تحويل الوجهة إلى فضاء الأكروبوليوم بضاحية قرطاج بالعاصمة نظرا للظروف المعروفة بالعاصمة تونس. « فيردي» ونشيد الحرية شدد «لويدجي ميرولا» في هذا الخصوص على أن معرفته الشخصية بإدارة الأوبيرا وبعدد من الموسيقيين والفنانين التابعين لها لعبت دورا في استقدامها إلى تونس. وإن كانت الإمكانيات المادية واللوجستية حسب نفس المتحدث لا تسمح باستقدام الأوبيرا بكامل عناصرها فإنه أفاد بأن العناصر التي ستكون حاضرة في سهرة الأكروبوليوم من بين خيرة الموسيقيين والفنانين. ومن بين الأسماء التي ستؤدي خلال السهرة من رصيد « غيسيبي فاردي « نذكر كل من «ستيفانيا روسي» و»سيلفيا باسيني» و»دجيورداني ماسار» و»ماسيمو مونديلي» ( بين سوبرانو وميدزو سوبرانو وتينور وباريتون ). وسيرافق هذه المجموعة عازف البيانو اللامع «سارجيو لا ستيلا». الحدث مبرمج ليوم 8 أفريل وقد وقعت في توقيته مراعاة الظروف التي تعيشها بلادنا ذلك أن العرض ينطلق على الساعة السادسة والنصف مساء. الجزء الثالث من الإحتفالات بذكرى توحيد إيطاليا في تونس يتمثل في المعرض الكبير الذي وعد به المركز الثقافي الإيطالي. وحسب ما فهمنا من السيّد «لويدجي ميرولا « فإنه يقع للمرة الأولى إخراج الملابس القديمة التي استعملت في عروض مسرح أوبيرا روما من المتحف الخاص بها بالعاصمة الإيطالية وسيعرض حوالي 18 كسوة من بينها بالمركز وذلك بداية من 26 مارس الجاري وإلى غاية 20 أفريل المقبل. سيضم المعرض كذلك رسومات وتماثيل صغيرة تؤرخ في مجموعها لمسيرة مسرح أوبيرا روما وهي تمسح الفترة التي تمتد فيما بين 1920 و1982. ويعوّل الإيطاليون على هذه المواعيد التي يقترحونها بمناسبة احتفالاتهم بالخارج بذكرى توحيد بلادهم لتقريب الصّورة من الجمهور الواسع وتعريفه بعدد من العناصر التي تكوّن هويتهم الوطنية. وتجدر الإشارة إلى أن المركز الثقافي الإيطالي بتونس وقع ضمّه حسب السيد «لويدجي ميرولا « إلى قائمة المراكز الثقافية بالخارج ذات الأولوية. وتضم القائمة عشرة مراكز موجودة بأبرز العواصم في العالم على غرار نيويورك وموسكو وطوكيو ولندن وبرلين وباريس وغيرها. ومن المفروض أن يكون مركز تونس منطلقا لتنظيم أنشطة تهم منطقة المغرب العربي. مشروع مؤجل على ما يبدو إلى غاية وضوح الرؤيا خاصة بكل من ليبيا والجزائر.