محسن الزغلامي مهما تكن طبيعة "حيثيات" وتفاصيل الخبر الذي تناقلته مختلف وسائل الاعلام العالمية حول وفاة الطفل السوري حمزة الخطيب ( 13 عاما ) تحت التعذيب، وبصرف النظر عن مدى صحته و"نسبة" الحقيقة من الخيال والمبالغة الاعلامية في هذه "الحادثة" البشعة - بكل المقاييس - فإن نظام بشار الأسد الذي يواجه منذ أسابيع انتفاضة شعبية غير مسبوقة في تاريخ سوريا الحديث يكون – لا فقط - قد أوقع نفسه في مأزق سياسي وأخلاقي خطير اذا ما ثبت أن أجهزته القمعية قد ارتكبت بالفعل مثل هذه الجريمة المريعة والغريبة والوحشية بل والجنونية وانما أيضا قد أتى على آخر "شعرة" ( سمها شعرة معاوية أو ما شئت من الأسماء ) تكون ربما قد بقيت تربطه بعموم الشعب السوري... على أن الخوض في "الشأن السوري" وفيما يجري في سوريا من أحداث - هذه الأيام خاصة - ومحاولة مقاربته والتعاطي مع مختلف "معطياته" لرصد دوافعه ومآلاته المحتملة لا يجب - في رأينا - أن يكون من منطلق عاطفي تفاعلي ظرفي فقط وذلك لسبب جوهري وأساسي مفاده أن "المسألة السورية" - حتى وان بدت مندرجة في سياق موجة انتفاضات شعبية شجاعة ضد الديكتاتوريات وأنظمة الفساد العربية - فانها تبقى "مختلفة" في ذاتها... مختلفة بمعنى مفتوحة ومشرعة على شيء من "المجهول" الاقليمي - استراتيجيا وأمنيا -... فسوريا - اعتباريا وجغرافيا - ليست ليبيا - مثلا - ولا حتى اليمن... ومسألة سقوط النظام السوري أو لنقل سقوط نظام حزب البعث في سوريا قد تكون له بالضرورة انعكاسات لا يمكن التكهن بطبيعتها على مسار توازنات الصراع العربي الاسرائيلي خاصة - لا في فلسطين فحسب - بل وفي منطقة الشرق الأوسط... ففي صالح من - تحديدا - ستكون هذه الانعكاسات المحتملة ؟ ذلك - ربما - ما يصعب تحديده والتكهن به... طبعا ، هذا الكلام لا يعني - وبأي شكل من الأشكال - التخويف من ثورة الشعب السوري البطل على الديكتاتورية والفساد والاستبداد أو حتى مجرد التشكيك في مشروعيتها التاريخية والحضارية... كما أنه لا يستبطن أيضا - وباطلاق - أية اشارة أو احالة - ولو ضمنية - على "ايجابيات" - تاريخية حاصلة أو محتملة - لنظام حكم "الأسدين" في سوريا ( حافظ وبشار ) على مدى الأربعة عقود الماضية خاصة في مجالات التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية... وانما -فقط - مجرد تساؤلات حزينة وحرى وحائرة على هامش - لا فقط - راهن "الهم السوري" بل وأيضا على هامش مأساة الطفل الشهيد حمزة الخطيب.