بقلم: عمار النميري بعد «هدئة» مسترابة، فرضتها «استراحة المحارب» وربما قطرت من ماء الوجه، وتخللتها كوابيس وأضغاث أحلام بعد ثورة شبابنا الهمام، عاد مروجو ثقافة المصالحة، رغم ما في تفاصيل تاريخهم من «مطالحة» للظهور من جديد، ودق المسامير في الحديد، نافخين في أبواقهم، ومجددين نداءاتهم بضرورة رفض الإقصاء بتعلة أن تونس لكل التونسيين دون استثناء.. فهذا يزعم، وفي نفسه غاية، بأن يده للجميع ممدودة، وقميصه بالوفاء للوطن مصرودة.. وذاك يؤكد أن الخضراء «لن تبنى إلا بقديمها الراسخ وبجديدها الوافد وأن أبواب المستقبل لن تفتح إلا بمصارحة عميقة»... ولئن تعتبر المصالحة، والمصارحة، ضروريتين، وإن تونس لأبنائها جميعا، فإن المصارحة، لابد أن تكون ذاتية بالأساس، فلا بأس أن يصارح الداعون للمصالحة أنفسهم، ويعتذرون لذواتهم من ذواتهم، ثم يتشجعون، أو «يتجلببون» بالشجاعة على الأقل، ويعتذرون من الشعب التونسي وأبنائه الشرفاء الأحرار، ومن صانعي الثورة.. ولا بأس أن يقولوا صراحة، وهم بأخطائهم واعون: «نحن أسفون»... وبعدها للحديث وللمصالحة شجون...