قتل تسعة أشخاص على الأقل وأصيب عدد آخر صباح أمس الأحد في اشتباكات بالعاصمة اليمنية صنعاء وبمدينتي «تعز» و «عدن»جنوب البلاد، فيما بدأت الولاياتالمتحدة اتصالات مع «عبد ربه منصور هادي» نائب الرئيس اليمني بعدما وصل الرئيس علي عبد الله صالح إلى السعودية للعلاج من إصابات في هجوم استهدف القصر الرئاسي. ونقلت «وكالة رويترز» عن مسعفين قولهم إن شخصين قتلا وجرح 15 على الأقل في صنعاء في هجوم بقذائف على منشأة عسكرية تابعة لضباط سبق أن أعلنوا انشقاقهم عن النظام اليمني وتأييدهم للثوار المطالبين منذ نحو أربعة أشهر بإسقاط النظام. كما نسبت الوكالة إلى شهود قولهم إنهم سمعوا دوي إطلاق نار وانفجارات في منطقة «الحصبة» بصنعاء، وهي المنطقة التي كان يتركز فيها القتال في الأسابيع الأخيرة بين القوات الموالية لصالح ومسلحين من رجال شيخ مشايخ قبيلة حاشد صادق الأحمر. وفي تعز جنوب البلاد نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شهود تأكيدهم مقتل خمسة أشخاص وجرح عدد آخر بعد هجوم قوات موالية للرئيس صالح على عشرات آلاف الثوار المعتصمين في «ساحة الحرية» بالمدينة. وقالت الوكالة إن الاشتباكات أسفرت لحد الآن عن مقتل أربعة عناصر من الحرس الجمهوري ومسلح مدني. وأضافت أن عشرات المسلحين هاجموا القصر الرئاسي في «تعز» واشتبكوا مع القوات الموالية لعلي عبد الله صالح. وأشارت إلى أن عددا من الجرحى سقطوا خلال إطلاق نار كثيف قرب «ساحة الحرية» بتعز، مضيفة أن القوات الموالية لصالح استخدمت «المدفعية الثقيلة» و»الدبابات»، فيما ردّ عليها مسلحون موالون للثوار ببنادق «الكلاشنكوف». وأكدت أن مصادمات جدت بين الطرفين في مدينة «عدن» مما أدى إلى مصرع شخصين على الأقل. احتفالات وتأتي هذه التطورات المسلحة بعدما خرج عشرات الآلاف من اليمنيين في عدة أنحاء من البلاد محتفلين بخروج صالح من اليمن ووصوله الليلة قبل الماضية إلى المملكة العربية السعودية لتلقي العلاج من إصابات إثر قصف استهدف قصره الرئاسي. قال المسؤول بالحزب اليمني الحاكم طارق الشامي، أمس، إن الرئيس علي عبد الله صالح، المصاب سيعود لليمن خلال أيام. وأكد مصدر سعودي أن صالح سيمضي فترة نقاهة لأسبوعين في السعودية قبل عودته إلى اليمن. من جانبها أعلنت المعارضة اليمنية أنها ستعمل بكل قوتها لمنع عودة الرئيس علي عبد الله صالح قائلة على لسان المعارض محمد قحطان : «نعتبر هذا بداية النهاية لهذا النظام المستبد الغاشم الفاسد». وردا على سؤال حول ما إذا كان صالح سيعود إلى اليمن برأيه، قال «بالنسبة لنا سنعمل بكل قوتنا لعدم عودته» مشيرا إلى أن «صفحته السياسية طويت منذ زمن» وقد تولى «عبد ربه منصور هادي» المسؤوليات الرئاسية بعدما غادر صالح إلى السعودية. وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية عبده جنادي لشبكة «سي.أن.أن» الأمريكية إن المهام الرئاسية في اليمن نقلت إلى هادي منذ منتصف الليلة قبل الماضية. وكان الديوان الملكي السعودي قد أعلن في بيان أصدره في وقت سابق أن الرئيس اليمني وصل إلى الرياض في وقت متأخر من مساء السبت على طائرة سعودية مع مسؤولين ومواطنين لتلقي العلاج من إصابات لحقت به. وقال مصدر ل«وكالة رويترز» إن علي صالح ترجل من الطائرة، ولكن كانت هناك جروح واضحة في رقبته ورأسه ووجهه. وأضاف أن طائرة يمنية رافقت صالح وكان على متنها 35 شخصا، مرجحا وصول طائرة ثالثة قريبا. ومن جهتها ذكرت محطة «بي.بي.سي» البريطانية أن صالح يعاني من شظية استقرت قرب قلبه وحروق من الدرجة الثانية في صدره ووجهه مشيرة إلى أنه تم نقله إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاج. وقد خرجت أعداد غفيرة من اليمنيين في العاصمة صنعاء صباح أمس للتعبير عن فرحهم بوصول صالح إلى السعودية للعلاج، وذلك بعدما أعرب معارضوه عن اعتقادهم بأنه لن يعود إلى البلاد مجددا، لاسيما بعد سماع أنباء عن مغادرة عدد كبير من أقاربه. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول حكومي باليمن -اشترط عدم الكشف عن اسمه- قوله إن صالح ربما لن يعود أبدا إلى البلاد في ضوء «معارضة شرائح كبيرة من المجتمع اليمني والتحالف القبلي القوي الذي حمل السلاح بعد أن فشلت المظاهرات السلمية في إقناع الرئيس بالتنحي». وفي السياق ذاته قال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل ل«رويترز» إن صالح ما كان ليسافر إلى السعودية لو لم يكن ينوي البحث عن مخرج، مضيفا أن أغلب المسؤولين الحكوميين اليمنيين غادروا البلاد مع صالح إلى السعودية، وأن ذلك من شأنه أن يسهل ترك الرئيس للسلطة. اتصالات أمريكية وفي وقت سابق أعلن البيت الأبيض أن كبير مساعدي الرئيس الأمريكي ل«مكافحة الإرهاب» جون برينان تحدث الليلة قبل الماضية مع «عبد ربه منصور هادي». وامتنع المتحدث باسم البيت الأبيض «تومي فيتور» عن الإدلاء بأية تفاصيل بشأن الاتصال بين برينان والمسؤول اليمني، لكن وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤول كبير في إدارة أوباما قوله إن واشنطن تعتقد بأن هادي «ينظر إليه بشكل إيجابي جدا داخل اليمن». وفي السياق ذاته أوردت «وكالة الأنباء الفرنسية» أن السفير الأمريكي في صنعاء «جيرالد فيرستين» التقى بنائب الرئيس اليمني مشيرة إلى إن اللقاء تناول سبل الانتقال السلمي والسلس للسلطة في اليمن.