بحلول يوم غرة جوان آخر أجل لقبول ملفات الترشح للمناظرات الخارجية بالملفات التي فتحتها وزارة التربية قبل أسابيع لانتداب معلمين وقيمين مرشدين تهاطلت على موقع التسجيل الإلكتروني للوزارة مئات آلاف المطالب تبلغ بلغة الحساب الدقيق حوالي 320ألف ترشح للتنافس على حوالي 3365مركزا يعود منها 1345مركزا لمناظرة انتداب قيمين أول ونحو الألفي مركز لانتداب معلمين أول و20 خطة لانتداب قيمين مرشدين أول. ولئن كان الإقبال المكثف على الترشح لمناظرات التربية متوقعا بحكم العادة من ذلك أن آخر المناظرات المنتظمة وهي الكاباس دورة ديسمبر 2010استقطبت عشرات آلاف الترشحات لألف ونيف من المراكز فإن تسجيل مثل هذا العدد الضخم من مطالب المشاركة يعتبر أكثر من لافت أولا لزخمه ثم لتجاوزه حدود العدد الرسمي المعلن عنه بالنسبة للعاطلين عن العمل من حاملي الشهائد العليا والمقدر ب150ألف عاطل فما تفسير إذن تجاوز عدد المشاركين في هذه المناظرات الضعف ؟ التفسير الأرجح القائم يتعلق بشروط الترشح الواردة بالنسبة لمناظرة المعلمين الأول والتي فتحت مجال المشاركة أمام العاطلين عن العمل والمحرزين على شهادة البكالوريا زائد ثلاث سنوات بنجاح بالتعليم العالي وهؤلاء كثر ولا تقتصر على الحاملين للإجازة في عدد من التخصصات كما هو الشأن بالنسبة لمناظرتي القيمين . كما أنه دعما لحظوظ النجاح يبادر عادة المترشحون للتسجيل في أكثر من مناظرة والأمر يعد أيسرا هذه المرة بعد التخلي عن العمل بمعلوم التسجيل والذي تم الترفيع فيه موفى السنة الماضية إلى 15دينارا.. للتذكير نشير إلى أن مقاييس الانتداب تخضع إلى الترتيب التفاضلي للملفات بعد تقييمها والإعلان عن قائمة القبول الأولي في حدود عدد المراكز المعروضة للتناظر مع 10بالمائة ثم يخضع المترشحون المصرح بقبولهم الأولي إلى اختبار تقني نفسي يتم على إثره ترتيب المترشحين ترتيبا تفاضليا بإسناد عدد بنسبة 70بالمائة للملف مع عدد بنسبة 30بالمائة للاختبار التقني النفسي وفي صورة التساوي تعطى الأولوية للأكبر سنا. واستنادا إلى الأمر التطبيقي لأحكام مرسوم تنفيذ برنامج الانتدابات بالوظيفة العمومية تم اقرار أحكام استثنائية في اعتماد المناظرة بالملفات يتم بموجبها ترتيب المترشحين وفق معايير تتعلق بسنة التخرج وسن المترشح والوضعية العائلية وملاحظة الشهادة العلمية والتربصات التكوينية غير المندرجة ضمن البرنامج الدراسي. هكذا اذن يتضح أنه مهما كان حجم المجهود المبذول في ميدان التعليم الذي يمثل أكبر مشغل في القطاع العام تظل دوما عروض الانتداب والتشغيل دون الطلب ودون القدرة على استقطاب الكم الهائل للعاطلين من الحاملين لشهائد عليا الذين خصصت لهم الحكومة الوقتية هذه السنة برامج تشغيل في عديد المجالات بالقطاعين العام والخاص في حدود 40ألف خطة عمل في انتظار مزيد دعم فرص التشغيل.