"إن الأطراف التي ساندت إحداث مجلس حماية الثورة من الاتحاد العام التونسي للشغل وهيئة المحامين وجمعية القضاة نصّبت نفسها من خلال المجلس ورفعت ادّعاءات حول أن تكون له سلطة تقريرية لكّن هذا الأمر يعد خطرا كبيرا فتصبح للدّولة قيادة شبه مزدوجة بين حكومة وسلطة المجلس اللارسمية التي تأسّست فقط على المشروعية الثورية".. هذا ما أفاد به السّيد عياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة خلال الاجتماع الذي عقد أمس بمقرّ منظّّّّّّّّّمة الأعراف بحضور عدد كبير من رجال الأعمال. وذكّر بن عاشور بانّ مجلس حماية الثورة اتصّل برئيس الجمهورية في الحكومة المؤقتة وطلب منه إحداث مرسوم بشأنه غير أن المطلب رفض تجنبا لخطر ازدواجية القيادة. كما تحدّث بن عاشور عن الانتقال من إحداث لجنة الإصلاح السياسي الى تكوين الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة التي تضّم اليوم 133 عضوا ممثلين عن مكوّنات المجتمع المدني و 20 خبيرا في القانون. ومن جهة ثانية أكد بن عاشور أن تأجيل الانتخابات يعود الى ضرورة إعداد قائمة انتخابية صحيحة خاصة وان 3 ملايين تونسي لم تدرج أسماؤهم في القائمة الانتخابية وهو ما يتطلب تسجيل هذه الأسماء عبر تجهيز 2000 مركز ترسيم وتدريب أكثر من 450 مكوّنا للإشراف على تكوين 4000 عون ترسيم. كما أفاد بن عاشور أن العملية الانتخابية السليمة تتطلب تدريبات على إجراء العملية الانتخابية وتنظيم مكاتب الاقتراع خاصة وان كل مكتب يتطلب 5 أعوان. ودعا الى ضرورة استغلال كل القوى الموجودة في البلاد لتنظيم العملية الانتخابية مندّدا بالاتهامات المتبادلة في هذا الشأن. وأكد على عدم اتهامه أي طرف في أن يكون مسؤولا على تأجيل الموعد الانتخابي باعتبار أن الانتخابات الرئاسية أسهل بكثير من الانتخابات التأسيسية التي تتضمّن صعوبات متضاعفة. أمّا فيما يتعلق بقائمة المناشدين, فأكد بن عاشور على انه لن يسمح بالملاحقة أو التشهير بالمناشدين مضيفا: " إن هذه القوائم لن تنشر باسم الهيئة وسنقوم بالنظر في القضايا حالة بحالة لان هدفنا الأساسي هو المصالحة العامة". كما اقترح بن عاشور مبادرة تنظيم مؤتمر مشترك بين الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد العام التونسي للشغل. ومن جانبها أكّدت السيدة وداد بوشماوي رئيسة منظمة الأعراف على أن أصحاب الأعمال هم جزء لا يتجزّأ من المشهد الوطني ولهم دور هام في الإسهام في بلورة مستقبل تونس. وأقرّت بوشماوي بحالة الارتباك التي عاشتها المنظمة في الأيام الأولى الموالية للثورة مضيفة: إن ذلك لا يمكن أن يمثل مبرّرا لاستثناء أصحاب الأعمال من أي مبادرة وطنية تتعلّق بمستقبل تونس". جهاد الكلبوسي