كشف مصدر عسكري روسي امس عن سرقة 10 منظومات للدفاع الجوي من طراز "ستريلا" سوفياتية الصنع من مستودعات العقيد الليبي معمر القذافي وتهريبها إلى خارج ليبيا. ونقلت إذاعة "روسيا اليوم" عن المصدر العسكري الروسي قوله ان "المعلومات المتوفرة تشير إلى سرقة 10 صواريخ من طراز "ستريلا" سوفياتية الصنع ونقلها إلى خارج ليبيا". ولم يستبعد المصدر أن تظهر هذه الأسلحة في دولة ثالثة. ويذكر ان القوات البرية الليبية كانت قد حصلت في سبعينيات القرن الماضي من الاتحاد السوفياتي على حوالي 144 منظومة للدفاع الجوي من طراز «ستريلا 1»، وفي الفترة ما بين العامي 1984 و1985 ما يقارب 60 منظومة من طراز «ستريلا 10». ويمتلك جيش القذافي عدداً كبيراً من قواعد الدفاع الجوي من عيار 14.5 و23 و30 و57 مليمترا، إضافة إلى صواريخ للدفاع الجوي محمولة قصيرة المدى من طراز «ستريلا2» وستريلا 3» و»إيغلا 1» قديمة الصنع. ودخلت منظومة «ستريلا 2م» قائمة التسلح في الاتحاد السوفياتي في العام 1970 وتستعملها جيوش في أكثر من 60 دولة في العالم، ويصل المدى الأقصى لإصابة صاورخ ستريلا إلى 4200 متر في حين يتراوح علوه الأقصى ما بين 500 إلى 2300 متر والأدنى 50 متراً. «أدلة» تورط الجزائر ويأتي كشف النقاب عن اختفاء المنظومات الجوية المذكورة فيما أعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا عبد الحفيظ غوقة أن المجلس لديه «معلومات موثقة ومستندات» تدين الجزائر في دعمها لنظام العقيد القذافي من خلال إرسال مرتزقة، رغم تأكيده أن العلاقات بين الجزائر والمجلس الانتقالي ستصبح «أقوى» في الايام القادمة. وقال عبد الحفيظ غوقة في مقابلة نشرتها صحيفة «الشروق» الجزائرية امس «نحن لدينا معلومات موثقة ومستندات تفيد بأن طائرات عسكرية تنتمي الى الطيران الجزائري قامت برحلات يومية إلى أربعة مطارات عسكرية منها مطار سبها ومعيتيقة وبنينة». وتساءل «ما الذي كانت تفعله تلك الطائرات في أوج وذروة الاحداث الليبية؟». وتابع «نحن لدينا قتلى جزائريون معروفون بالاسم، كانوا ضمن كتائب القذافي يقاتلون الشعب الليبي، وكذلك أسرى ضمن آلاف الأسرى من مختلف الدول العربية والمجاورة». ويذكر أن الجزائر كانت قد نفت مرارا عبر وزارة الخارجية هذه الاتهامات واتهم رئيس الوزراء احمد اويحيى المغرب بترويجها. وردا على ذلك قال غوقة «نحن لم نصدق ادعاءات مغربية مهما كان نوعها، ولا نعتمد على أي معلومات تأتي من المغرب أو أمريكا، بل نملك مستندات حول دخول سيارات رباعية الدفع من الجزائر لمساندة كتائب القذافي، طائرات عسكرية، أسرى... لا نفتري على أحد». إلا أن غوقة أعرب مع ذلك عن الأمل في الحصول على دعم الجزائر «قريبا وقبل سقوط القذافي»، مبديا ثقته بأن العلاقات بين الطرفين «ستصبح اقوى في الايام القليلة القادمة». غارات متواصلة على باب العزيزية على مستوى التطورات الميدانية، دوت ظهر أمس سلسلة من الانفجارات القوية المتتالية في مجمع مقر إقامة العقيد الليبي معمر القذافي في «باب العزيزية»، بالعاصمة طرابلس. وركز حلف «الناتو» في قصفه - الذي وصفه المراقبون بالأكثر كثافة وتركيزا إلى حد الآن - لعدد من المواقع ظهر أمس، على مقر إقامة القذافي. وقال شهود عيان أن سحابة كثيفة من الدخان شوهدت تتصاعد من المجمع عقب الضربات الصاروخية التي وجهتها طائرات التحالف إليه، والتي تجاوزت العشر ضربات موجهة، مشيرين إلى مشاهدة سيارات الإسعاف وهي تهرع إلى المكان. وكان التحالف الدولي، بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وبمشاركة دول عربية، بدأ بقصف مواقع في ليبيا، في 19 مارس الماضي بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي قضى بفرض حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين الدولي لحماية المدنيين المعارضين لنظام العقيد الليبي، والذين يطالبون منذ 17 فيفري الماضي بتنحيه عن الحكم.