أجلت أمس الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس النظر في قضية اختطاف الطفل منتصر إلى موعد قادم خلال شهر جوان الجاري لانتظار عودة ملف قرار دائرة الاتهام من محكمة التعقيب بعد أن وقع الطعن فيه. وخلال الجلسة أحضر المتهمون الخمسة بحالة ايقاف وطلب محامي أحدهم الإفراج المؤقت عن موكله وعرضه على الفحص الطبي وأشار إلى أنه كان تقدم سابقا بمطلب في عرض موكله على الفحص الطبي ولكن لم يقع الرد عليه فأجابته المحكمة أنه من الناحية القانونية لا يمكن النظر في أي مطلب شكلي قبل أن يرد قرار دائرة الاتهام من محكمة التعقيب. وللتذكير بوقائع هذه القضية التي شغلت الرأي العام فإنها جدت يوم 19 أكتوبر 2010 حين تم اختطاف طفل يدعى منتصر ويبلغ من العمر 5 سنوات وبقيت ملابسات الجريمة غامضة إلى أن وقع التوصل إلى الكشف عن خيوطها وتم العثور على الطفل المخطوف بعد 49 يوما. ملابسات الحادثة انطلقت بتخطيط من شخص كان يعمل بفرع بشركة جد الطفل منتصر كائن بمدنين ولكنه تعرض إلى إصابة بكتفه فتراجع مردوده في العمل وفي الأثناء تلقى مراسلة من فرنسا تخوّل له امكانية المشاركة في تربص لرياضة "الكينغ فو" وكي لا يضيع الفرصة طلب من إدارة الشركة التي كان يرأسها عمّ الطفل آنذاك شهادة عمل وشهادة خلاص ليتمكن من السفر ولكنه رفض فانقطع عن العمل وسافر إلى بلد عربي وكان ينوي السفر إلى فرنسا ولكنه مني بخيبة أمل حيث تعرض لعملية تحيل وتم ترحيله إلى تونس ومن هناك تكون حقده على العائلة المالكة للشركة وقرر الإنتقام من أفرادها. استقر المتهم الرئيسي مع شقيقه وبعض أصدقائه بشقة بضاحية رادس وبعد مراقبة مكثفة لعائلة الطفل منتصر انطلاقا من الشركة الكائنة بمقرين وصولا إلى مقر سكناها بحي الخضراء قرروا اختطاف الطفل الذي كانت توصله والدته بصفة يومية إلى إحدى رياض الأطفال و يوم 19 أكتوبر 2010 استيقظ الشبان في حدود الساعة الخامسة صباحا ثم انطلقوا من أمام العمارة التي يقطنون بها وقاموا أثناء الطريق بتغيير اللوحات المنجمية حيث قاموا بتركيب لوحات مسروقة فوق اللوحات الاصلية وبوصولهم إلى حي الخضراء بدأوا يراقبون المنزل ولما خرجت الام من منزلها مرفوقة بابنيها منتصر وشقيقه الأكبر توجهت الى سيارتها و فتحت الباب فصعد الطفل منتصر وتوجهت الى الباب الأمامي لتصعد أثناء ذلك قام أحد المتهمين بتشغيل محرك السيارة التي كانوا يركبونها وتوجه الآخر بعد أن أخفى وجهه بيد قميص وتسلح بقارورة غاز مشل للحركة وبمسدس بلاستيكي كما لبس المتهمان الآخران أقنعة. توجه أحدهم نحو الأم ورشها بالغاز المشل للحركة فيما توجه آخر نحو باب سيارتها وفتحه واختطف الطفل واتجه به الى سيارتهم ولحق به بقية المتهمين وعادوا نحو العمارة حيث يقطنون وحيث ظل منتصر محتجزا 49 يوما كان الخاطفون يتصلون خلالها بعائلة الطفل ويطالبون بفدية قيمتها 500 ألف دينار.. إلى أن ألقي عليهم القبض وأعيد الطفل إلى أسرته.