دمشق وكالات وسع الجيش السوري أمس، نطاق عملياته العسكرية التي بدأها في ريف ادلب (شمال غرب) واقتحم بلدة حدودية، في حين تزايدت الضغوط الدولية على نظام بشار الاسد ودعت بريطانيا رعاياها الى مغادرة سوريا فورا. ويأتي ذلك فيما تدرس الولاياتالمتحدة امكانية ملاحقة نظام الرئيس السوري بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" للضغط عليه من اجل وقف قمع المحتجين غداة تظاهرات جرت في مدن عدة وقتلت خلالها قوات الامن 19 متظاهرا، بحسب مسؤول امريكي. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمان لوكالة فرانس برس ان "الجيش السوري اقتحم صباح أمس بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور (شمال غرب) حيث سمع صوت اطلاق اعيرة نارية". واضاف رئيس المرصد "انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالاضافة الى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة" التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والواقعة على الحدود مع تركيا وذلك في اطار الحملة العسكرية والامنية التي بدأها في ريف مدينة ادلب. واشار عبد الرحمان الى ان "بلدة بداما كانت مصدر تزود اللاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الاراضي السورية بالمؤونة"، معربا عن خشيته "من الاثار الانسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية". كما لفت رئيس المرصد الى "اطلاق نار كثيف في مدينة خان شيخون بعد ان دخلتها فجر أمس، سبع سيارات تابعة للامن". وكانت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الارهاب انتشرت على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والقريبة من حماة (وسط).
10 آلاف لاجئ
في السياق نفسه قالت وكالة أنباء الاناضول التركية أمس، إن عدد اللاجئين السوريين النازحين الى تركيا هربا من العنف الدامي في بلادهم قد ناهز عشرة آلاف ومائة لاجئ. وقالت الوكالة إن عدد اللاجئين زاد بعد وصول 421 لاجئا آخرين، أغلبهم من النساء والاطفال، الى المخيمات التي أقامها الهلال الاحمر التركي في اقليم هاتاي الحدودي المتاخم لشمال سوريا. وتفرض السلطات التركية عزلة على اللاجئين المقيمين في خمسة مخيمات. وقال المسؤولون إنه يتم تقديم ثلاث وجبات يوميا للاجئين فضلا عن الرعاية الطبية والمياه الساخنة ومعدات منزلية مثل الغسالات والتليفزيونات. وفي شأن آخر، رفعت السفيرة السورية في باريس لمياء شكور دعوى ضد محطة التليفزيون الفرنسية "فرنسا 24" بتهمة إشاعة أنباء كاذبة على خلفية بث مقابلة مع امرأة تقول إنها انتحلت شخصيتها وأعلنت استقالتها.
كلينتون تحذر الأسد
دوليا، دعت بريطانيا أمس، رعاياها الى مغادرة سوريا فورا على متن رحلات تجارية، محذرة من ان سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقا من تنظيم عملية اجلائهم في حال تدهور الوضع اكثر. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان "ان على الرعايا البريطانيين الرحيل على الفور في رحلات تجارية طالما انها ما زالت تعمل كالمعتاد". واضافت الوزارة محذرة "ان اولئك الذين يختارون البقاء في سوريا او التوجه اليها بالرغم من تحذيرنا، عليهم ان يعلموا انه من المرجح جدا ان لا تكون السفارة البريطانية قادرة على تقديم اي خدمة قنصلية عادية في حال حصول تدهور جديد للنظام العام او في حال اشتدت الاضطرابات المدنية". كما رأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين قد يؤدي إلى تأخير ساعة رحيل الرئيس بشار الأسد لكن الرجوع إلى الوراء لم يعد ممكنا. وكتبت كلينتون في مقالة نشرتها جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية أمس، ونشرت وزارة الخارجية الامريكية الترجمة الرسمية لها "من الواضح بشكل متزايد ان الرئيس الأسد قد اتخذ خياره. ولكن بينما قد يمكنه استمرار الوحشية من تأخير التغيير الجاري في سوريا، الا انه لن يعكس مجراه". كذلك اجرت كلينتون أمس الأول، محادثة هاتفية مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بشأن مشروع قرار في مجلس الامن الدولي حول سوريا، كما اعلنت الخارجية الأمريكية.
"الناتو لن يهاجم سوريا"
على صعيد متصل، أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن الحلف لا ينوي شن عمليات عسكرية على سوريا مماثلة لتلك التي قادها على ليبيا منذ ثلاثة أشهر. وأوضح راسموسن في مقابلة مع التليفزيون الإسباني الرسمي: "ما لم تتوفر شروط دولية معينة فإن الحلف لا يعتزم التدخل في الشؤون السورية، الأممالمتحدة لم تصدر حتى الآن بيانا تدين فيه النظام السوري".