نظم القطب الديمقراطي الحداثي مؤخرا (السبت 18 جوان الجاري) أول تظاهرة سياسية ثقافية بقصر المؤتمرات بالعاصمة، مزجت بين كلمة الأحزاب وبين المداخلات الشعرية وموسيقى «الراب» والغناء الملتزم، كما لم يغب عن المنظمين أن يؤثثوا بهو القصر بمعرض مصغر للكتب «الثورية» إلى جانب عرض رمزي لبقايا «سلاح الطاغية» من جهة و»سلاح الشعب» من جهة أخرى، حتى أن تسجيل الحضور لأسمائهم تعدى القلم والورق ليكون مباشرة على «لافتة الكترونية» شبيهة بالحاسوب. وقد غلب الجانب الإحتفالي على اللقاء فلم تتجاوز جل مداخلات ممثلي الأحزاب الحاضرة دقائق معدودات تخللتها مداخلتين شعريتين الأولى للشاعر المعروف منصف الوهايبي تناولت شخصية الراحل محمد البوعزيزي والثانية للشاعر علي الزموري من سيدي بوزيد أحد أبرز المضطهدين من النظام السابق، فأهدى كلمات شعره إلى والدته التي قال أنه خيب آمالها بدخوله السجن في إشارة منه إلى تجربته المريرة وراء القضبان على خلفية نشاطه السياسي خلال الحكم الديكتاتوري لتونس. وتجدر الإشارة إلى أن الحضور كان مكثفا جدا واستحسن الجمهور المزج بين السياسة والفن والشعر فرقص الكثير منهم وصفق أغلبهم بما فيهم رؤساء الأحزاب على أنغام موسيقى الراب واللوحات الفنية الراقصة التي أثثتها مجموعة «كراك» في مقدمتها الفنان محمد علي بن جمعة وكان قد أدى فيها أغنيته الثورية «أنا فهمتكم» وغيرها. تألقت الفنانة أمال المثلوثي خلال نفس المناسبة وكانت هذه الفنانة الشابة المعروفة بأغانيها الهادفة صرحت ل»الصباح» في قراءتها للمشهد الثقافي بعد 14 جانفي «أن اللحظة الثورية قد ولدت ومرت قبل اللحظة الإبداعية التي تبقى ولادتها عسيرة لإرتباطها بالمشهد السياسي الذي مازالت بعض القوى تشد إلى الوراء وأضافت قائلة:» إن التغيير يستند إلى جملة من البديهيات التي تؤثت لمستقبل ابداعي أولها البنية التحتية والتشجيعات من السلطة المعنية أضف إلى ذلك الحوافز المادية « وأشارت آمال المثلوثي إلى أننا « نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تكوين جبهة فنانين ومثقفين لوضع ورسم الخطوط الكبرى للمشهد الثقافي لما بعد 14 جانفي بها ومنها ننطلق». وعن تواجدها في مثل هذه اللقاءات قالت أمال المثلوثي «بوجه أو بآخر قد يصعب الفصل بين السياسة والثقافة وخاصة في اللحظات والفترات الثورية وعلى كافة السلط والأحزاب أن تفكر اليوم في بناء مستقبل جديد يؤسس لتونس جديدة تأخذ كل المجالات حظها فيها». مع العلم وأن آمال المثلوثي التي حققت صيتا كبيرا خاصة في أوساط الشباب بتونس والخارج ورواد الإنترنيت لم تكن بمعزل وهي الفنانة التي تشدو دائما للحرية عن التعتيم الإعلامي في تونس وهي تعترف أن الثورة الشعبية أنصفت فنانة من طرازها وهي تقول في هذا الصدد « الأضواء سلطت علينا أكثر بعد الثورة فكانت لنا العديد من الجولات خاصة في الجهات الداخلية كالقصرين وتالة وغيرها وقد يكون لنا حضور في المهرجانات الصيفية، في انتظار إجابة الأطراف المعنية».