فتحي كحلول مبدع ليبي جمع بين الموسيقى والمسرح.. غنى له محمد الحلو ومدحت صالح وعبد الله الاسود وخالد الزواوي وغيرها من الاصوات احلى الالحان ذات الايقاعات الليبية الخالصة.. وفي المسرح مثل واخرج عديد الاعمال التي حققت الاضافة للمشهد المسرحي في ليبيا. بين هذا المبدع الليبي الكبير وايام قرطاج المسرحية حكاية حب نكتشف تفاصيلها في هذا الحوار: ** أنت من الاوفياء لايام قرطاج المسرحية أليس كذلك؟ بالفعل ليست المرة الاولى التي احضر فيها فعاليات ايام قرطاج المسرحية.. فقد تابعت وحضرت عديد الدورات مشاركا في عروض مسرحية من اخراجي وبعضها ممثلا.. ** هذه المرة بما جئت الى الايام؟ جئت للمتابعة والمشاهدة نزولا عند الدعوة الكريمة من قبل هيئة المهرجان فأيام قرطاج المسرحية تعتبر اخر معاقل الابداع في المغرب العربي وهو طبعا فرصة كبيرة للمبدعين العرب للالتقاء في تونس لاجل حوار ابداعي وانساني متواصل. ** وكيف تبدو لك ملامح هذه الدورة؟ دورة ناجحة باذن الله تعالى بوجود هذا الزخم الكبير من المبدعين وهذه المدارس المختلفة الاتجاهات وان كانت تصب في اتجاه واحد: انسانية الانسان والارث الثقافي لخلق حوار حضاري مع الآخر كي نتفاهم. ** الغاء المسابقات والجوائز احد اختيارات المهرجان.. هل انت مع هذا التوجه؟. بكل تأكيد انا مع الغاء الجوائز في المهرجان.. المهرجان قد تجاوز هذه الحالة وقصة الجوائز تخلف فيها توازنات وجبر بعض الخواطر.. الافضل بالنسبة لنا مشاهدة ابداع واع ومسؤول. ** الابداع الذي يبشر به المسرحيون الجدد فيه الغاء شبه كامل للنص؟ النص المسرحي ركيزة اساسية لكنه ليس هو الكل بل هو مفردة من مفردات العرض المسرحي لان المسرح رؤية وفرجة وليس اداء.. تتداخل التقنية والحركة واللون والصوت والاحاسيس لخلق فرجة ابداعية يكون فيها النص جزء من الكلل ورغم ذلك لم تعد هنالك نصوص موجودة بل ان الاحداث العالمية اصبحت سريعة جدا.. وفرضت العولمة سقوط العديد من الافكار والاستراتيجيات وكسرت العديد من الحواجز بحذفها الجانب الايجابي كما نجد الجانب السلبي وفي كل فترة من الزمن هناك منعطفات تجعلنا نعيد التفكير في ما يتعلق بالعمل المسرحي وتكوينه وترتيبه اذ انه ليس هناك مسرح واحد ثابت لكل زمان ومكان. فلكل امة ثقافتها الخاصة والشعوب بطبيعتها تنسجم مع فنونها وتراثها الخاص بها. اننا نعيش حاليا زمن المخرج. ** استحواذ المخرج على الركح افرغ المسرح من محتواه كمضمون وكرسالة ودفع بالجمهور الى هجرته؟ اين انت من هذا الرأي؟ انا مع زمن المخرج مع المحافظة على روح الرسالة التي يقدمها العرض المسرحي لست مع التسلية المجانية اوالعبثية ولا مع السودوية التي لا تدخل المتعة انا مع زمن المخرج بوجود رسالة يقدمها ويدافع عنها لاننا لا نستطيع اليوم ان نقدم نصا كما هو لا بد من وجود رؤية اخرى هي رؤية المتناول يجب ان تلبس النص وتتواجه مع النص في قراءة مضادة تكون نحن وهنا والآن. ** هذا الاستحواذ من المخرج افرغ الركح ما لم يتمكن المسرح من امتلاك التقنية الحديثة وطرح الاسئلة المهمة والمتجددة دوما وهي ما هو المستهدف؟ من هو الجمهور لمن نقدم العمل وماذا سنقول للناس هنا يقع السؤال. ** أنت موسيقي الى جانب اهتماماتك المسرحية.. كيف تنظر الى العلاقة بين الموسيقى والمسرح؟ المسرح أب الفنون ومن هذا المنطلق فهو يحمل في طياته كل هذه الفنون والعرض المسرحي نوته موسيقية تحمل كل الايقاعات المتحركة بداخلها وانا درست الموسيقى قبل ان توفدني بعثة لدراسة الفنون المسرحية واحداث عمل قدمته من اخراجي واعدادي قراءة في اشعار احمد مطر والكاتب المسرحي المغربي محمد المسكين وقدم في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة تحت اسم «خارج نطاق التسلية» وتحصل هذا العمل في ليبيا على جائزة امانة الثقافة والاعلام. والموسيقى هي روح العرض المسرحي حتى وان لم تكن هناك موسيقى. ** المسرحي والفنان فتحي كحلول والمسرح التونسي كيف هي العلاقة؟ علاقة مودة فالمسرح التونسي من المسارح العربية المتقدمة والتي تقدم وجها حضاريا ابداعيا للمسرح العربي في العالم. * اين المسرح الليبي ضمن بقية المسارح العربية؟ المسرح في ليبيا ليس فعلا يوميا مستمرا فهو يتواجد احيانا ويخفت صوته احيانا اخرى ولكن على مستوى الابداع هنالك فضاءات ابداعية مشهود لها وان هذه الابداعات فردية ومحاولات ذاتية ولكن بوجود الاخ الامين الشاعر نوري الحميدي وزير الثقافة الذي تقلد المهام الان هناك صحوة لتشجيع المسرح ودعمه بشكل مادي ومعنوي وهذا دليل على تواجد المسرحيين والمبدعين الليبيين على كل الساحات العربية والاجنبية.