كان حضور مكونات المجتمع المدني واضحا وبارزا في زيارة السيد "أندريانوس كوتشين" سفير الإتحاد الأوروبي إلى مدينة تالة يوم الأحد 25 جوان الجاري والتي كانت بدعوة خاصة من جمعية "تالة تضامن" وبرعاية جمعية "رابطة الناخبات التونسيات"، واكبها أيضا كلّ من سفير تشيكيا ورومانيا والجزائر الذي رأى في حضوره واجبا لمعاضدة سكان المدينة . وقد نظمت جمعية «تالة تضامن» هذا اللقاء الذي جمع بين الشباب ومناضلي الجهة وشهد إقبالا من المواطنين عرضوا بدورهم مشاغلهم ومتاعبهم ومطالبهم خلال الندوة الصحفية التي التأمت صباحا ببلدية تالة ليتواصل البرنامج بزيارة إلى سيدي سهيل وعين السلسلة بالعيون ومنطقة زلفان. تغير واجهة تالة الثقافية ربّما سنين القهر والتهميش والإقصاء هي التي جعلت ثلة من السكان يفدون إلى مقر البلدية لملاقاة سفير الإتحاد الأوروبي ومرافقيه، لا ليتحدث البعض منهم عن سبل الشراكة والتنمية فحسب وإنما ليبسط آخرون حياة المتاعب التي يعيشونها، فلا من مستمع ولا مراقب ولا لباسط يديه لإخراج بعضهم إلى «الدنيا» . حالات اجتماعية بالجملة مرهقة.. تعاني ما تعانيه من الأمراض ومن النقص لأبسط متطلبات الحياة الكريمة كالأكل والشرب والدواء والمسكن اللائق والتي بديهيا لا تتوفر إلا بتوفير مواطن شغل. فكان ل»الصباح» لقاء مع البعض منهم، اختلفت الوجوه ولم تختلف المعاناة، فالبطالة سبب العلّة فدون المال لا يمكن شراء الدواء، ودونه لا يمكن توفير الأكل، ودونه لا يمكن توكيل محامين دفاعا عن حقوق انتهكت. «حبيبة العرنوني» و»أم الخير المنصري» و»صالحة الرطيبي» و»زهرة سويبقي» وغيرهن كثيرات وأقلهنّ أمّ ل3 أولاد وأسعدهنّ حظّا تشتغل على حساب «الحضيرة الظرفية» لم يجدن لقمة عيش كريمة فوجهن أصابع الاتهام إلى المسؤولين جهويا ووطنيا بعد الركض يمنة ويسرة بحثا عن من يرد الحقوق المسلوبة والإنتهاكات التي وصلت إلى حدّ المس من الحرمة الجسدية بسبب الأخطاء الطبية حال «سعيدة سائحي» التي أجريت عليها عملية جراحية لتحديد النسل منذ سنة 2005 فغرست الغرسات خطأ مما تسبب في ضرر كامل ليدها اليسرى فلم تجد من يعينها على استرداد حقوقها. كلّ هذه الحالات المعبرة عن الفقر والخصاصة الإجتماعية يقابلها ثراء لا يوصف للمناظر الطبيعية التي تشدّ النفس إليها وتحمل خيالك إلى منظر آخر تنسج خيوطه مشاريع لسياحة ثقافية ومهرجانات صيفية وأفلام تصوّر هنا وهناك بين الجبال والخضرة والهواء النقي ومياه العيون الساخنة . «غريبة تلك السياسة التي انتهجها النظام السابق، أي جمال طبيعي يمكن للنفس البشرية أن تواريه برمي التراب على الأعين وبدمغجة العقول» سؤال حير سفير الإتحاد الأوروبي. ففي الطريق إلى «عين السلسلة بالعيون» انطلاقا من وسط مدينة تالة لا ترى يمنة ويسرة إلا المناظر الطبيعية الخلابة زادتها جمالا المرتفعات والمنخفضات، فلا استغراب من أن يهتم الإتحاد الأوروبي بهذه الجهة مجسدا ذلك في لقاء جمع السفير ومرافقيه بمكونات المجتمع المدني بمركز «الإصطياف والتربصات بعين السلسلة» بالعيون حيث كان الحديث عن الفلاحة البيولوجية» وعن «هندي تالة» والبرامج الثقافية والسياحية فأكد نورالدين بورقعة أستاذ في علم الاجتماع والرياضيات بإحدى الجامعات الكندية وأحد أعضاء «جمعية تالة تضامن» على ضرورة الاهتمام بالبرامج والأنشطة الثقافية والمشاريع السياحية بهذه المدينة فمن حق كل المناطق الداخلية وعلى حدّ قوله أن تنشط ثقافيا، وكل السكان المنطقة عازمون على تغيير واجهة تالة.