حالة الفوضى العارمة التي تجتاح عديد القطاعات لم تستثن مطارتونسقرطاج. فأضحى الكثير من رواده يلاحظون تراجعا كبيرا في مستوى الخدمات.إلى درجة أن أحد المسافرين وخلال نزوله في المطارأشار إلى أنه لم يتعقل ملامحه وخيل له أنه أخطأ الوجهة ونزل في مطار" نواق شوط". مثلا. فزيادة على التراجع الملحوظ في خدمات التنظيف والعناية بجمالية المطار وبعض الملاحظات الأخرى حول سرعة الخدمات المقدمة للمسافرين وغيرها.. من المجالات التي تحتاج من ديوان المطارالمدني مزيدا من العناية ، تعتبر وضعية سيارات "التاكسي" بشقيها الفردي والجماعي المعضلة الأكبر التي تؤثر اليوم سلبا على سيرنظام العمل في المطار وعلى حسن استقبال المسافرين وقد يصل الأمر حد التأثير على سلامتهم وأمنهم أحيانا. فوضى غير مسبوقة ويبدو أن عددا كبيرا من أصحاب سيارات "التاكسي" الناشطة في مطار تونسقرطاج ألقوا بالنظام الذي يحدد أطرعملهم داخل المطار عرض الحائط. فلم تعد تقيدهم الالتزامات الواردة في فصول مشروع نظام عملهم بمحطة سيارات "التاكسي" السياحي والفردي بمطار قرطاج والتي تنص على احترام نظام الأولوية باعتماد طريقة التداول و التقيد بضرورة ملازمة السيارة للمحطة وانتظار قدوم الحرفاء وعدم عرض الخدمات خارج الصف وعدم الاتصال بالحرفاء خارج المحطة وضرورة التحلي باللباقة والالتزام بمقاييس الآداب العامة تجاه الحرفاء وعدم القيام بممارسات وتصرفات خارجة عن القانون أو اصدار أقوال عدائية تجاه مستعملي المحطة أو الزملاء... وأصبحت الفوضى هي شعار النظام المتبع من أصحاب سيارات التاكسي في محطة مطار تونسقرطاج. إذ يدخل سائقو سيارات "التاكسي" إلى بهو المطار لاصطياد الحرفاء وعرض خدماتهم وقد ينشب شجار بينهم بشأن أحد الحرفاء. وينقضون على حقائب المسافرين للفوز "بالكورسة". وإذا ما فاز أحدهم يمطره الآخر بوابل من الشتائم. غياب المراقبة والتفقد وقد تحدث هذه الممارسات أمام السياح الأجانب القادمين إلى تونس بعد الثورة وهم متوجسون أصلا من وضع البلاد بعد الثورة وبامكان مثل هذه الفوضى والشجارات في صفوف سائقي "التاكسي" داخل المطار أن تزيد في التأثير سلبا على صورة تونس كيف لا والمطارات تعتبر عادة واجهة البلدان. ولعل ما يثيرالاستغراب أكثر هو شبه استقالة الأطراف المعنية بالمراقبة والتفقد والاشراف على تطبيق القوانين والمقصود هنا إدارة النقل البري بوزارة النقل المكلفة بالتفقد وأعوان الأمن المعنيون بالتصدى لتجاوزات أصحاب سيارات "التاكسي" فلا يمكن تحت أي ظرف وبأي شكل من الأشكال أن يسمح بخرق القوانين وأنظمة العمل بهذا الشكل الذي يمس من سمعة تونس في عيون زوارها.